شهر المسلسلات والصيام
شهر المسلسلات والصيام هل هلاله وكل الطرب يحلاله، هذا بفضل شركات الإنتاج الفنية التي حوّلت هذا الشهر الفضيل إلى شهر ممتلئ بكل الأعمال الفنية التلفزيونية، خصوصاً المسلسلات المتنوعة بمضمونها وبتوجهاتها، حتى بات الإنتاج الفني التلفزيوني سواء كان حكومياً أو قطاعاً خاصاً ينتج أعمال السنة كلها لشهر رمضان، وبعدها توزيع وترويج ما قامت بإنتاجه، فكأن شهور السنة كلها ليس فيها مشاهدون لأعمالهم الفنية، والمشاهدة باتت حكراً على هذا الشهر، وبالفعل استطاعت هذه الشركات ربط المشاهدين بمتابعة أعمالهم التي عودتهم على متابعتها فقط في شهر رمضان، وأنا من الذين تعودوا على متابعة مسلسلات هذا الشهر التي لا يتوافر لي الوقت لمشاهدتها من بعده بسبب الانشغالات المؤجلة.ورغم أن ثورات الربيع العربي قد استطاعت تقليص حجم إنتاج الشركات خصوصاً الإنتاج السوري، فإن حصيلة إنتاج هذا العام مازالت وفيرة، فالمسلسلات الدينية يأتي أهمها مسلسل عمر بن الخطاب والإمام الغزالي، وبقية المسلسلات موزعة ما بين الاجتماعي والتاريخي والسياسي والبوليسي، كما أن المسلسلات التركية أيضاً قد استولت لها على حصة من هذا الشهر ودخلت في إنتاجها الكبير "أرض العثمانيين".
والأمر الغريب هو اشتراك كل نجوم السينما الكبار في المسلسلات التلفزيونية، وهذا يدل على كساد الإنتاج السينمائي وقلة الإنتاج الفني بسبب الثورات العربية، مما دفع الفنانين إلى البحث عن مصادر أخرى لدخولهم، فها هي أنغام تشارك بأول مسلسل لها، من بعد ما أصبحت أصالة مقدمة برنامج، وكذلك لطيفة ونجوى كرم ويسرا وغيرهن، وفي مسلسلات هذا العام كل أسماء النجوم الكبار مثل عادل أمام ومسلسله "فرقة ناجي عطاالله" الذي يبدو أنه مبني على وهم كبير، فعادل إمام سيقوم بسرقة بنك في إسرائيل وسيضحك الجمهور من الوهم العظيم، مثل تلك الخلافة الإسلامية التي ستكون عاصمتها القدس، ولم ينس عادل أمام البر بعائلته فأشرك ابنه في التمثيل معه وترك الإخراج لابنه رامي، كذلك نجد محمودعبدالعزيز ويحيى الفخراني ويسرا وأحمد السقا ونور الشريف وإلهام شاهين وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد وغيرهم.والأعمال التي تستحق المشاهدة هي: "الخواجة عبدالقادر" ليحيى الفخراني، و"عرفة البحر" لنور الشريف، و"نابليون بونابرت" لليلى علوي النجمة التي نضجت وجادت بأعمال مميزة وممتعة، وأيضاً مسلسل "الصقر شاهين" لتيم الحسن، الذي شق طريقه بنجاح بعاصمة الملايين، ومعه رانيا شوقي التي قدمت دوراً مميزاً في مسلسل خاتم سليمان العام الماضي، وهناك أيضاً مسلسل "الصفعة" لشريف منير، الذي بات من نجوم الصفوف الأولى بتميز، ويشاركه هيثم أحمد زكي النجم الصاعد بقوة، وكذلك مسلسل محمود عبدالعزيز "باب الخلق"، وأظن أن هذه السنة سيكون فيها تنافس كبير بين عمالقة التمثيل وهم يحيى الفخراني ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز، الذين بات تمثيلهم في أدوار الشيوخ من أروع ما يمكن، فقد قطفوا قمة ثمار نضجهم الفني، وسيتمتع المشاهدون بمستويات عالية من الأداء الفني. وهناك أيضاً مسلسل "ابن موت" لخالد النبوي الصاعد بقوة لنجومية عالمية، مع النجمة التي تميزت في مسلسل "شارع عبدالعزيز" العام الماضي علا غانم.وأيضاً هناك مسلسل "سيدنا السيد" لجمال سليمان صاحب الأداء الهادئ المتميز، ومسلسل أحمد السقا "خطوط حمراء" قد يكون مشوقاً ومليئاً بـ"الأكشن"، ومسلسل "فيرتيجو" لهند صبري وغناء الشارة للرائع حسين الجسمي.ويبقى مسلسلان للخالدين المميزين وهما خالد الصاوي في "مايسترو" وخالد صالح في "جامعة الدول العربية"، وقد أثبتا قدرة هائلة في التمثيل تتجاوز متطلبات الشكل الخارجي، وهما كسرا كل المعايير ليثبتا نجومية ذات موهبة خارقة.ويبقى النجم عمرو سعد الذي هو من مدرسة أحمد زكي ومسلسله "من خرم إبرة" سيكون من أولوياتي في المشاهدة، كما كان مسلسله السابق "شارع عبدالعزيز".ومن المسلسلات السورية هناك "أرواح عارية" لقصي خولي وكندة علوش، و"المصابيح الزرق" قصة حنا مينا، وتمثيل سلاف فواخرجي وغسان مسعود.وظاهرة الموسم مسلسلات البنات كأنهم اكتشفوا وجودهن من بعد مسلسل العام الماضي "بنات الثانوية"، وهذا العام هناك "بنات العيلة"، و"بنات الجامعة"، و"حكايات بنات"، و"ملحق بنات"، وأنا سأتبع حكايات بنات، لأنه من بطولة صاروخ التمثيل حورية فرغلي النجمة التي اكتملت فيها قوة التمثيل والجمال.