على الرغم من التنبؤات بحدوث هبوط يصل الى 120 مليون طن في الطلب على الفحم في الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد الصيني وانخفاض بنسبة 45.9 في المئة في أرباح التشغيل تشعر "بيبودي انرجي" بتفاؤل ازاء وضع الفحم الحجري. وفي بيانها حول أرباح الربع الثالث كشفت أكبر شركة للفحم في القطاع الخاص عن عملية فائقة في أسواق الفحم مشيرة الى أنه سيتجاوز النفط الخام كأكبر مصدر للطاقة في العالم في السنة المقبلة وذلك مع قيام كل من الولايات المتحدة والصين وحتى أوروبا واليابان والهند بمواصلة الزيادة في توليد الكهرباء من الفحم وانتاج الفولاذ.

Ad

ويبدو أن الدورة الفائقة للفحم قد عادت. وشهدت "بيبودي انرجي" ارتفاعاً بحوالي 15 في المئة في سعر سهمها يوم الاثنين المنصرم وهي تعلن للعالم عن مستقبل مشرق للفحم الحجري. كما شهدت الشركة انخفاضاً في دخلها المعدل من العمليات بلغ  45.9 في المئة ليصل الى 136.5 مليون دولار، وهبوط الاطفاءات المحاسبية لديها بنسبة 9.6 في المئة لتصل الى 459.9 مليون دولار وارتفاع عوائدها 3.9 في المئة الى 2.06 مليار دولار وذلك على الرغم من مستوردات الفحم القياسية العالمية.

زخم كبير

وتشعر "بيبودي" بزخم كبير على الرغم من ضعف الاقتصاد العالمي، وقد أقر رئيسها التنفيذي غريغوري بويس بأن "ظروف الاقتصاد العالمي الكبيرة غير مواتية نتيجة تراجع الاقتصاد الأميركي والركود الأوروبي وتباطؤ النمو في الصين"، ولكنه أضاف: "في الوقت ذاته نشهد مستوردات قياسية عالمية من الفحم وزيادة في توليده وتحسناً في مستوى استهلاك الولايات المتحدة من الفحم بدفع من الأسعار العالية للغاز الطبيعي".

وتبرز الصين مثل دولة متعطشة للفحم بحسب "بيبودي" على الرغم من أن انتاجها الاقتصادي تعرض الى هبوط متواصل خلال الفصول القليلة الماضية. وبحسب البيان الصحافي تظل مستوردات الصين من الفحم قوية "على الرغم من تراجع الطلب" وقد ارتفعت أكثر من 60 مليون طن منذ سنة حتى اليوم عن مستويات سنة خلت. ويجب أن تفضي توقعات النمو الاقتصادي العالمي وإنفاق الصين على البنية التحتية الى نمو عالمي على طلب الفحم بنسبة تراوح بين 10 الى 15 في المئة في سنة 2013.

ولاحظت ادارة الشركة أن من المتوقع أن يتفوق الفحم على النفط كأكبر مصدر للطاقة في العالم في السنة المقبلة نتيجة زيادة الطلب العالمي في سنة 2013.

وقد أصبح الفحم قضية سياسية في الولايات المتحدة هذه السنة مع دنو الانتخابات الرئاسية، وقال المرشح الجمهوري ميت رومني: " أنا أحب الفحم الحجري" فيما كافح باراك اوباما عن الفكرة وذلك بغية اظهار الجانب الذي لديه خطة أفضل لتحقيق استقلالية الطاقة.

عودة قوية

وفي الولايات المتحدة تتوقع "بيبودي" عودة قوية للفحم مع توقعات بارتفاع الاستهلاك بأكثر من 40 مليون طن في السنة المقبلة مع ترجمة أسعار الغاز الطبيعي العالية الى توليد أكبر للطاقة من الفحم الحجري. وقد ارتفعت حصة الفحم من انتاج الكهرباء في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من 30 في المئة الى 39 في المئة وذلك بحسب الشركة المذكورة.

ويبدو أن الحافز يرجع الى الأسعار العالية للغاز الطبيعي – وفيما انخفضت الى مستويات قياسية وأفضت الى فورة في انتاج الكهرباء عبر الغاز الطبيعي هبط الطلب على الفحم. ولكن مع تضاعف تقريبي في الغاز الطبيعي من مستوياته المتدنية أخيراً الى أكثر من 3.50 دولارات لكل مليون متر "بي تي يو" انتعش الفحم من جديد.

وتقدر "بيبودي" هبوط مخزون الولايات المتحدة من الفحم في الربع الثالث بحوالي 70 في المئة أكثر من معدل السنوات الخمس وذلك نتيجة لتحسن الطلب. وسوف يستفيد بشكل محدد الفحم المنتج في الغرب الأوسط والمناطق الغربية (باودر ريفر وحوض ايلينوي) على حساب الانتاج الأبالاشياني.

وبخلاف الصين والولايات المتحدة تدعم الأساسيات العالمية أسعار الفحم بحسب "بيبودي". وبعيداً عن الركود في أوروبا وأزمة ديونها السيادية ارتفع توليد الطاقة عبر الفحم 14 في المئة منذ سنة حتى اليوم عن معدلات السنة الماضية نتيجة "التكلفة العالية للغاز الطبيعي العالمي وهبوط التوليد النووي". وتتصدر هذا التغير بعض الاقتصادات الأوروبية المضطربة مثل اسبانيا وايطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

وفي الوقت ذاته ارتفعت مستوردات الهند من الفحم 15 في المئة منذ سنة حتى اليوم لتصل الى 10 ملايين طن في شهر أغسطس، ومع دنو الهند من سنة قياسية اخرى قفز توليد اليابان من الفحم 26 في المئة منذ سنة حتى اليوم مع احداث كارثة فوكوشيما لتغير نحو مصادر اخرى للطاقة.

أداء ضعيف

كان فصلاً متقلباً بالنسبة الى أسواق الطاقة، وقد قدمت شركات خدمات حقول النفط من أمثال "شلومبرغر" و"بيكر هيوز" أداء ضعيفاً في الربع الثالث نتيجة تعرضها لضغط هامشي فيما عانت شركة شيفرون تقلبات في العمليات. ومن المتوقع أن تعلن "اكسون موبيل" عن أرباح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فيما ستكشف "تشيسابيك انرجي" عن أدائها في منتصف شهر نوفمبر.

وكانت "بيبودي" دعت الى الدورة الفائقة للفحم ولكنها شهدت تراجعاً في مخزونها أكثر من 27 في المئة خلال السنة الماضية، وقد أعطى وضع يوم الاثنين الجيد بعض الارتياح للمساهمين مع تحسن السهم بحوالي 15 في المئة يوم الاثنين وتحسن المنتجين الرئيسيين الآخرين مثل "آرتش كول" و"ألفا ناتشيرال". واذا سار الطلب والامداد حسب الخطة الموضوعة فسوف تكون "بيبودي" في وضع حسن. ولكن مع التباطؤ في الصين وتعثر الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن يتعين التفكير في أخطار الخط التنازلي.   

(مجلة فوربس)