اعتقالات وضرب... أنحن في الكويت؟!
أثبت التاريخ أن القمع وانتهاك كرامات الناس لا يحميان الأنظمة السياسية، بل إن الضمان الأكيد للاستقرر السياسي لا يكون إلا من خلال الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، وسيادة القانون واحترام كرامة الإنسان وضمان حريته، والانفتاح على الشعب والاستجابة لمطالبه.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
وغني عن البيان أن عالمنا العربي يشهد منذ عامين عملية انقراض سريع للدول الاستبدادية والبوليسية، وقد أثبت التاريخ أن القمع وانتهاك كرامات الناس لا يحميان الأنظمة السياسية، بل إن الضمان الأكيد للاستقرر السياسي لا يكون إلا من خلال الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، وسيادة القانون واحترام كرامة الإنسان وضمان حريته، والانفتاح على الشعب والاستجابة لمطالبه.تملك الكويت المقومات كافة لكي تصبح دولة دستورية ديمقراطية حديثة، وهي ليست بحاجة إطلاقاً إلى استخدام أساليب الدولة البوليسية ومظاهرها كتلك التي رأيناها في الآونة الأخيرة، فالتجمعات العامة والمسيرات والاحتجاجات وحرية إبداء الرأي جميعها مباحة دستورياً، لذلك فإن منع المسيرات بالقوة، والتعامل معها بالعنف المفرط، وتقييد حرية الرأي والتعبير واستمرار الاعتقالات ومحاكمة النوايا وفبركة الاتهامات ضد الشباب والنشطاء السياسيين، واستخدام القانون بتعسف وانتقائية لن تفت من عزم الشباب الوطني المخلص والنقي، ولن يخيفهم بل سيجعلهم، كما هو واضح، أكثر إصراراً على تحقيق مطالبهم، كما أنه لن يوقف الاحتجاجات والمطالبات الشعبية، بل سيجعلها تتصاعد بسرعة، وهذا لن يؤدي إلى الاستقرار السياسي والتنمية بل العكس تماماً.أخيراً، فإن العنف كما هو معروف لا يولد سوى العنف والشواهد حولنا كثيرة.