آخر ابتكارات الحاكم بأمر الله "نوري المالكي" أنه طرح مبادرة سياسية جديدة للتوسط بين إيران والإمارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى التي احتلتها إيران عام 1971 لإنهاء المشاكل العالقة بين البلدين!
من قبلها تقدم المالكي بمبادرات مماثلة كمبادرته لإنهاء الخلاف في البحرين بين الحكومة والمعارضة الشيعية والمبادرة التي تقدم بها إلى الجامعة العربية للإصلاح بين النظام السوري الدموي والمعارضة، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً ولم تحقق أياً من أهدافها التي صيغت من أجلها وهو إفراغ الثورة الشعبية من محتواها وإنقاذ النظام السوري الطائفي من السقوط المحقق. وبغض النظر عن بنود المبادرة الجديدة ومضامينها فإنها محكوم عليها مسبقاً بالفشل كسابقاتها، لأنها تفتقد الإخلاص والمصداقية.وعلى الرغم من أن صاحب المبادرات "الدونكيشوتية" يعلم علم اليقين أن الخليجيين لا يثقون به ولا بمبادراته "الاستعراضية" ويرفضون أي طرح تحكيمي منه لأنه لا يمثل الجهة المحايدة في القضية، بل يرتبط ارتباطاً جوهرياً بإيران ومصالحها، كما لا يخفي تعاطفه مع سورية وله علاقات "ميدانية" صميمة مع المعارضة الشيعية البحرينية، فإنه يصر على تقديم الحلول والمبادرات المشبوهة واحدة تلو الأخرى.والعجيب في هذا الرجل أنه في الوقت الذي يقدم هذه المبادرات السلمية الإصلاحية للدول المتأزمة ويحاول معالجتها، فإن بلده يغوص في بحر من المشاكل والأزمات وكلها من الوزن الثقيل الذي "يقصم الظهر" ويؤدي إلى الانفصال والتقسيم والتناحر الدموي بين مكوناته، سيادته يترك كل هذه "البلاوي الزرقة" لتفتك بالعراقيين وتمزقهم إرباً ليطرح مبادرات وهمية لمشاكل الآخرين وبلاويهم "طبيب يداوي الناس وهو عليل"!وما يثير الدهشة أن الجزء الأكبر من هذه الأزمات التي يعانيها شعبه من صنع يديه، هو الذي أوجدها وأشرف عليها وصدَّرها ليشغل العراقيين عن مخططاته السياسية الرامية إلى بسط سلطته الكاملة على مؤسسات الدولة وإنشاء نظام دكتاتوري طائفي في المنطقة، وهو يلجأ إلى هذه الطريقة كلما وجد نفسه أمام استحقاق دستوري أو التزام ببنود اتفاقية مبرمة مع الشركاء السياسيين، لم يتوقف لحظة منذ أن تولى السلطة عام 2005 عن إثارة التناحرات والصراعات الجانبية بين مكونات العراق الأساسية على قاعدة "فرق تسد"، ليبقى على سدة الحكم أكبر قدر ممكن من السنين، ما يعني أنه منهمك في إذكاء الفتن والمشاكل في بلده، بينما يقدم حلولاً "ناجعة" لمشاكل الآخرين!والله... "خوش" سياسي، لم يترك وسيلة إلا ولجأ إليها لإعادة العراق إلى سابق عهده من تفرد ودكتاتورية وإثارة الفتن بين مكوناته، يعيد نفس نهج صاحبنا السابق "القائد الضرورة" في جعل نفسه رجل المنطقة الأول على حساب العراق والعراقيين... فما أشبه اليوم بالبارحة!* كاتب عراقي
مقالات
حلال العقد!
19-05-2012