شهد اليوم الرابع من المواجهات المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الذي اختلطت فيه أشلاء الضحايا بحطام المنازل والمباني، تحركات مكثفة على الصعيدين السياسي والميداني، فبينما وجهت المقاتلات الإسرائيلية غاراتها إلى الحكومة الفلسطينية المقالة مستهدفة مبانيها ورموزها السيادية ومقرات الأمن، استضافت القاهرة لقاءً رباعياً لبحث الأزمة المتصاعدة في القطاع، جمع مصر وقطر وتركيا ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، في حين توالت الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار وإعلان هدنة فورية.

Ad

وقالت الرئاسة المصرية أمس إن الرئيس مرسي، الذي تقود بلاده عملية تثبيت هدنة جديدة في غزة، استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وخالد مشعل في القاهرة لبحث الأزمة، موضحة أن المباحثات تناولت تنسيق الجهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتقديم الدعم إلى الشعب الفلسطيني وإعادة الهدوء.

وبينما اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن العمليات الإسرائيلية حق للدولة العبرية في الدفاع عن نفسها، أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك نظيره الأميركي ليون بانيتا على سير عملية "عامود السحاب"، مؤكداً أن بلاده مصممة على تحقيق أهداف العملية، في حين أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وجود ثلاثة أهداف رئيسية للعملية هي "استعادة الهدوء، واستعادة الردع الإسرائيلي، والقضاء على مخزون الصواريخ بعيدة المدى للتنظيمات الإرهابية" في قطاع غزة.

ميدانياً، شنّت المقاتلات الإسرائيلية غارات صاروخية فجر أمس على مقر رئاسة الحكومة المقالة، ودمرت مكتب إسماعيل هنية بالكامل، بينما أصيب أكثر من ثلاثين فلسطينياً في غارة جوية استهدفت منزل إبراهيم صلاح مدير العلاقات العامة والدولية في وزارة الداخلية.

وفي ساعات الفجر الأولى قصفت الطائرات مقر قيادة الشرطة في منطقة الرمال والجامعة الإسلامية وملعب فلسطين. وأسفرت عمليات أمس عن سقوط تسعة قتلى لترتفع الحصيلة منذ الأربعاء إلى 40 قتيلاً من بينهم ستة أطفال وسيدتان، في حين بلغ عدد الجرحى 390 من بينهم 133 طفلاً و67 سيدة.

في المقابل، وفي ثالث هجوم من نوعه، أطلقت الفصائل الفلسطينية أمس صاروخاً طويل المدى على تل أبيب، لكن القبة الحديدية المضادة للصواريخ، التي نشرت لها بطارية خامسة في تل أبيب أمس، اعترضته في الجو ولم ينجم عنه إصابات أو أضرار.

إلى ذلك، قال قائد قوات التعبئة الإيرانية (الباسيج) العميد محمد رضا نقدي، أمس، إن قواته تنتظر بفارغ الصبر إصدار أوامر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "لتحرير القدس"، مؤكداً أنه "رغم العدوان على غزة، فإن عملية القضاء على الكيان الصهيوني باتت قريبة جداً".

من ناحيته، دعا وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي العالم الإسلامي إلى القيام بـ"أعمال ثأرية" ضد إسرائيل، في حين نفى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي قيام بلاده بتزويد "حماس" بصواريخ "فجر 5" الإيرانية.