أقنعة فاديا حداد في «أجيال»... سحر على الورق

نشر في 19-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 19-10-2012 | 00:01
No Image Caption
افتتحت غاليري «أجيال» في بيروت معرض الفنانة اللبنانية المقيمة في فرنسا فاديا حداد بعنوان «درب الأقنعة»، ويستمر حتى 27 من الشهر الجاري متضمناً مجموعة من اللوحات التجريبية.
في مجموعتها الجديدة «درب الأقنعة»، ترسم فاديا حداد القناع في أشكاله ومعانيه كافة وامتداداته الخطوطية واللونية وتحولاته في المكان والزمان. والقناع في لوحاتها «لا يخبئ وجهاً ولا يواري ابتسامة أو لغزاً محجوباً، إنما هو رمز شعائريّ سحريّ لتكوين عالم متكامل من وميض البقع والدوائر والزيوح اللولبية وظلال العصافير.

 لوحات حداد مسكونة بأسرار دفينة تبعث على التأمل واللبس أحياناً لفرط التماهي بين القناع والوجه الذي هو مرآته» كما تقول الناقدة مهى سلطان، وتضيف: «كثيراً ما يبدو الوجه نائماً أو سابحاً أو غائماً والطيور الصغيرة تعتلي قمته أو تتنقل بين غصونه. فالقناع المتعارف على استعاراته من الحضارات القديمة، لا سيما الإفريقية منها، يغدو ذريعة تخرج منها إشارات وعلامات وآثار طوطمية شبيهة بغابة موحشة تأوي اليها الطيور».

تتنوع أقنعة حداد بين أشكال إنسانية وأخرى تتنقل بين ملامح حيوانات، فنرى أذنيّ حمار هنا، وأذني أرنب هناك، أو نرى أقنعة ليست كالأقنعة، أقنعة من دون ملامح تبين طبيعة ما، أو وجوهاً ممسوحة، أو مختصرة ببقعة لون أو خطوط مختصرة تذهب إلى الترميز أحياناً.

خرافات

تستعيد فاديا حداد خرافات قديمة ومعاصرة لتقول أفكاراً جديدة، فالأقنعة ليست وليدة اللحظة بل هي مسار طويل من الزمن البدائي إلى الزمن الأفريقي وألعاب الأطفال، وصولاً إلى لوحات الفنانين الكبار، كلها أقنعة تحمل رموزها وإشاراتها وألغازها، بدءاً من النقش على الطين وصولاً إلى الحفر على الخشب. فتنطلق الفنانة مما درجت عليه العادات والأساطير الشعبية لدى الاحتفال بالعيد، عندما يتفلت الناس من الضوابط فيسمحون لأنفسهم بالممنوعات كافة تحت ستار التقنع أو التخفي وراء ستارة مخيفة أو غرائبية.

رسمت حداد على ورق قديم أصفرّ لونه وبهت، وأحياناً رسمت على ورق ظهرت على صفحته نوتات موسيقية، أو حسابات تجارية، كأنها ترسم على تاريخ الورق وتؤرخ له وتترك للخربشات والبقع واللطخات مهمة الإيحاء، إذ هي ترسم لوحات فيها من الإشارات والرموز الغامضة والواضحة أكثر مما فيها من الأشكال المكتملة. وليست المرة الأولى التي ترسم فيها، الأقنعة ففي معرضها «العصافير» أرَّخت لهجرة اللبنانيين من خلف الأقنعة والظلال في الأزاهير والعصافير في قناع وآخر لا يبعد الأنظار عن الوجه الحقيقي لطبيعة غناء بل يقود الى جوهر الأمور.

فاديا حداد مواليد بيروت 1959، تعيش وتعمل في فرنسا، درست الرسم في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي باريس بمنحة من الحكومة الفرنسية في أكاديمية الفنون الجميلة في باريس حيث مارست بداياتها الفنية في صالونات العاصمة، وبمشاركة فنية واعدة في تظاهرات الفن الحديث في باريس وبروكسل أو في معارض معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية.

back to top