حمد الجابر... من حيث غاب الجميع
لا شك أن وزارة الإعلام من أهم وزارات الدولة، بل إنها في جميع الدول المتقدمة لا تقل أهمية عن وزارة الدفاع، وقد مرت هذه الوزارة في الكويت بعقليات مختلفة، كل يعمل حسب ما يراه، من فكر معين أو توجه، وطيلة هذه السنوات لم تمر الوزارة بمرحلة النضج والتعاطي المرضي، بل تعتبر كل الفترات تجارب أغلبها لم ينجح، حتى إن لامس جزء منها القبول من بعض الأطياف التي يحكمها توافق المصالح.فلم يتوقع الجميع نجاح الوزارة، وترسخت هذه الفكرة في الأوساط الإعلامية، بل إن "الإعلام" باتت تسمى "المحرقة"، إلى أن جاء الشيخ حمد جابر العلي من حيث يغيب الجميع، ونهض بالإعلام بشكل عام، وبتلفزيون الكويت بوجه خاص.
الشيخ حمد هو النموذج للرجل الناجح، وللعقلية الشابة والمفعمة بالعمل، والقدرة على إمساك كل خيوط اللعبة السياسية، والتعامل معها بدبلوماسية راقية واحترام وجهات النظر المختلفة.التلمس الدائم لنبض الشارع والتواصل الصحيح وعدم الخضوع للرغبات الشعبية البحتة وغير المدروسة، وتكوين رأي عام معتدل، لا تكاد الكثير من تلفزيونات العالم تحققهها، والوقفة المحايدة التي لم تحققها وسائل الإعلام المختلفة منذ صدورها.في أكثر من لقاء للشيخ حمد مع الزملاء الصحافيين أكد نقطة واحدة، وهي للأمانة جوهرية تدل على (الفكر الجديد) والطموح، وكانت محور اهتمام الكثير، يقول الشيخ حمد "إني لم أفعل شيئاً غير موجود على أرض الواقع، ولكن أفسحت المجال للكوادر الموجودة في الوزارة من الشباب الكويتي، وأعطيتهم كافة الصلاحيات، وتبعتها المسؤوليات، وهذا ما شاهدتموه عملهم وليس عملي". هذا هو ما نحتاجه وما حققه الشيخ حمد خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها وزارة الإعلام، وما يجبر خواطرنا بفراق الشيخ حمد، هو أن الوزارة أسندت إلى خير خلف الشيخ محمد العبدالله،متمنين له دوام التوفيق والنجاح.مخرج:"إنني أعرف سر الاختباء الناجح... الشرطة بحثت عني في الظلام، لكنني خبأت نفسي في الضوء".من رواية "النمر الأبيض" للكاتب الهندي "آرافيند أديغا"