تحت وطأة الضغط الاقتصادي الكبير الذي سببه السقوط الحاد في قيمة التومان الإيراني، الذي فقد 40 في المئة من قيمته مقابل الدولار الأميركي خلال أسبوع واحد، نزل عدد من الإيرانيين إلى شوارع طهران أمس للاحتجاج، فاشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وردد المحتجون شعارات مناهضة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قائلين إن سياساته الاقتصادية أججت الأزمة الاقتصادية. كما طالبوا الحكومة بوقف الدعم المادي للنظام السوري والالتفات إلى مشاكل الشعب.وكان مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب اقتحموا حي الفردوسي الذي تنتشر فيه محلات الصرافة، واعتقلوا عدداً من الصرافين غير القانونيين وأمروا بإغلاق مكاتب الصرافة المرخصة وغيرها من المتاجر، بحسب ما أفاد شهود عيان.وشوهد رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية وهم يقومون باعتقال كثيرين. وارتفعت أعمدة الدخان من موقعين في المنطقة. وبدا أن الدخان يتصاعد من حاويتيّ قمامة كانت إحداهما بجانب السفارة البريطانية التي أُخليت العام الماضي بعد أن اقتحمها متظاهرون مؤيدون للحكومة.ولم يكن بالإمكان تحديد المصدر الثاني للدخان، حيث قامت الشرطة بإبعاد المشاة والسيارات عن المنطقة.وبحسب شهود عيان فقد ألقى بعض المحتجين الحجارة على رجال وسيارات الشرطة ثم فروا من المكان.واندلع احتجاج في البازار الكبير التاريخي في طهران الذي يضم عدداً من المتاجر المهمة للمدينة، إلا أن الشرطة سارعت إلى إخماده.وهرع الإيرانيون المذعورون لشراء العملة الصعبة، مما دفع التومان إلى الانخفاض. ومع بلوغ معدل التضخم الرسمي في إيران نحو 25 في المئة يضر ضعف العملة بمستوى المعيشة ويهدد الوظائف.وأنحت الحكومة الإيرانية باللائمة على المضاربين في انهيار التومان، وأمرت أجهزة الأمن باتخاذ إجراءات ضدهم.وصرح دبلوماسي غربي مقيم في طهران: "الجميع يريدون شراء الدولار، ومن الواضح أن هناك تدافعاً بعض الشيء على البنوك لتغيير عملات".(طهران ـ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
آخر الأخبار
انهيار «التومان» يدفع الإيرانيين إلى الشارع
04-10-2012