أتصفح الوجوه وأسمع الأحاديث التي تدور بين أبناء الوطن في أستراليا، وأنا متأكد من تكرار هذه الأحاديث بين طلبتنا في كل بقاع الأرض، وجوه يملأها الأمل بمستقبل أفضل بعد نيل الشهادة الجامعية من أفضل جامعات العالم، وأحاديث عن مستقبل العمل والتطلعات التي تحدوهم به في مجال دراستهم، أو في مشاريعهم الخاصة ضمن نطاق شهاداتهم، سنوات من العيش في الغربة لنيل الفوائد السبع للسفر وعلى رأسها العلم، كم من شخص يحدوه الطموح من داخله أن يكون جزءاً وسبباً في رفعة الكويت ونهضتها، أو جزءاً من الاكتشافات العالمية في المستقبل القريب والتي ستخرج باسمه وبين قوسين بجانبه كلمة الكويت.
يتابعون أخبار البلاد ومجلسها الموقر وحكومتها الرشيدة عبر تغريدات "تويتر" والصحف اليومية بمواقعها الإلكترونية، يتحدثون بها لكن هل يحدوهم اليأس؟ هل يعلمون تأثير ذلك على مستقبلهم؟ هل يعلمون أن الكثير منهم لن يعمل في تخصصه في الكويت؟ هل يعلم طلبة الجينات والوراثة أنهم قد يعملون بمختبر بسيط أو ربما بمستوصف؟ الله أعلم... لكن الأكيد أنهم ثروة لأي بلد بتخصصاتهم المختلفة وشهاداتهم العالية وطموحهم الذي صقلته خبرة الجامعات الأجنبية وطريقتها المميزة في تعليم الطلبة الاعتماد على الذات والسعي وراء المعرفة وتمحصيها، والتأكد منها بدلاً من حفظها.الأكيد أنهم لم يمروا بتجربة "الكيرف" "بو 50 درجة" لمن تتشابه قبيلته مع قبيلة الدكتور أو مذهبه مع مذهب الدكتور، ويكون هذا "الكيرف" حصرياً له دون الشعبة كلها، الأكيد أنهم كانوا يكتبون بحوثهم وتقاريرهم ليقرأها من يدرسهم ليعلمهم أخطاءهم وكيفية تطوير ذواتهم لا كي تذهب حبيسة الأدراج أو النفايات.تعلّموا أن من جدّ وجد، ومن سار على الدرب حصد... وسيعلمون أن من جد أحبط... ومن سار على الدرب "زلق"، وسيعلمون أن لولا أن منَّ الله علينا بنعمة تم تأميمها من رجال الكويت في السبعينيات في عهد رجال الدولة الحقيقيين، لما كان لنا إلا بيوت الطين نكسرها بضرب رؤوسنا عليها من الحسرة والقهر.رفقاً بمستقبل الكويت يا أعضاء مجلس الأمة، فالكذب والمكتسبات السياسية الرخيصة وقصيرة الأمد واستغلال كل حدث في العالم لزيادة الطائفي طائفية والعنصري عنصرية، كي تصلوا في كل دورة برلمانية مرة بعد مرة... قد أشاب الرؤوس وأحدب الظهور وأشاخ الشباب.رفقاً... بأمواج من الطموح تتكسر على صخرة أولوياتكم السخيفة، وقضاياكم المفلسة، وحواراتكم المخزية، فلا ضوء في نهاية النفق، بل إن النفق المظلم ازداد وعورة... ارحمونا يرحمكم الله.
مقالات
من سار على الدرب... زلق
02-06-2012