الولايات المتحدة... التصويت المبكر يهدف إلى توسيع المشاركة
يتيح للمغتربين الاقتراع عبر البريد وبعض الولايات يطلب من الناخب «عذراً» للسماح به
قد لا تكون الولايات المتحدة أكثر الدول ديمقراطيةً في العالم، وقد يشوب نظامها الانتخابي كثير من الشوائب والتعقيدات التي تُؤخذ على الحكم في واشنطن.
إلا أن هناك بعض مظاهر التقدم والتطور الديمقراطي يمكن للدول الأخرى، الأقل تقدماً، أن تدرس إمكانية تطبيقها، سعياً وراء قدرٍ أوسع من المشاركة الشعبية في القرار السياسي. وأحد أهم هذه المظاهر، يتمثل بمبدأ التصويت المبكر الذي يتيح للمغتربين وأصحاب جداول الأعمال المضغوطة الإدلاء بأصواتهم بطريقة أسهل، وإبداء رأيهم في مَن يحكم بلدهم.
قد لا تكون الولايات المتحدة أكثر الدول ديمقراطيةً في العالم، وقد يشوب نظامها الانتخابي كثير من الشوائب والتعقيدات التي تُؤخذ على الحكم في واشنطن.
إلا أن هناك بعض مظاهر التقدم والتطور الديمقراطي يمكن للدول الأخرى، الأقل تقدماً، أن تدرس إمكانية تطبيقها، سعياً وراء قدرٍ أوسع من المشاركة الشعبية في القرار السياسي. وأحد أهم هذه المظاهر، يتمثل بمبدأ التصويت المبكر الذي يتيح للمغتربين وأصحاب جداول الأعمال المضغوطة الإدلاء بأصواتهم بطريقة أسهل، وإبداء رأيهم في مَن يحكم بلدهم.
يشهد السباق إلى البيت الأبيض هذا العام، انقساماً حاداً واختلافاً قوياً في الخيارات بين مرشحيّ الحزبين الأميركيين المتنافسين، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني، الأمر الذي سيدفع الناخبين، خصوصاً في الولايات المتأرجحة مثل أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا إلى الخروج بأعداد هائلة للتصويت لتحديد مَن سيشغل أهمّ «وظيفة» في العالم. وبغية تمكين أكبر عدد من الناخبين من ممارسة حقهم، وسعياً لتخفيف الضغط الهائل على المكاتب الانتخابية، تعتمد الولايات المتحدة «نظام التصويت المبكر» الذي يسمح للمواطنين بالاقتراع قبل السادس من نوفمبر القادم.
قانون «هافا»وقع الرئيس جورج بوش، في 29 أكتوبر 2002، مشروع قانون «مساعدة أميركا على الاقتراع» (هافا) (Help America Vote Act) محولاً إياه بذلك إلى قانون ساري المفعول. وكان الكونغرس أصدر التشريع لمعالجة مشاكل التصويت التي واجهها البلد في الانتخابات التشريعية لعام 2002. وعزّز هذا القانون مسألة التصويت المبكر بشكل كبير.وبينما يؤيد الديمقراطيون هذا الإجراء يعارضه الجمهوريون باعتبار أن التصويت في نفس اليوم يفتح المجال للتزوير في الانتخابات.وفي السابق كان يتعين على المصوتين أن يسجلوا قبل فترةٍ لا تقل عن 30 يوماً قبل أن تصلهم ورقة اقتراع غيابي، ما يؤدي إلى تقليل المشاركة بين بعض مجموعات المصوتين الذين يؤيدون الديمقراطيين في الغالب.تشجيع الناخبينمن جهة أخرى، يعكف المسؤولون عن الانتخابات في الولايات، على تشجيع السكان لتجنب الوقوف في صفوف طويلة يوم الانتخابات من خلال التصويت قبل حلوله، إما عن طريق استعمال بطاقات اقتراع الغائبين المرسلة بالبريد أو من خلال المرور شخصياً على أحد مراكز الاقتراع قبل موعد يوم الانتخابات.وتسمح 32 ولاية لسكانها بالتصويت شخصياً قبل حلول موعد يوم الانتخابات من دون تقديم أي عذر يوضح سبب عدم استطاعتهم الإدلاء بأصواتهم يوم الانتخابات، بينما تسمح 14 ولاية إضافة إلى العاصمة «واشنطن دي سي» بالتصويت المبكر شخصياً، لكن مع تقديم عذر. في حين تمنع 4 ولايات التصويت المبكر شخصياً.وتسمح بعض الولايات للسكان بتسليم ورقة الاقتراع الخاصة بالغائبين في مكان محدد، في حين يتيح البعض الآخر للناخبين الإدلاء بأصواتهم على نفس الآلات التي تُستخدم يوم الانتخابات. كما تسمح الولايات للمواطنين بطلب وإعادة بطاقات الاقتراع عبر البريد. الانتخاب بالبريدإلى ذلك يُعد أسلوب استخدام بطاقات الاقتراع عبر البريد، الأسلوب الرئيسي الذي يستخدمه أفراد القوات المسلحة وغيرهم من الأميركيين الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة. وفي حين تفرض بعض الولايات على الناخبين تقديم «إيضاح» يشرح سبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات، تسمح 28 ولاية للناخبين بالإدلاء بأصواتهم بواسطة البطاقات المرسلة بالبريد قبل يوم الانتخابات، من دون تقديم عذر، بينما تفرض 22 ولاية والعاصمة واشنطن دي سي تقديم عذر. ومن ضمن الولايات الـ28 التي تسمح بالتصويت عبر البريد، من دون عذر، أربع ولايات تسمح بهذا التصويت لحاملي الجنسية الأميركية ولهم قائمة دائمة خارج البلاد. في ولاية أوريغون، يصوّت جميع السكان بواسطة بطاقات ترسل عبر البريد.أسباب التصويت المبكرعلى صعيد آخر، هناك أسباب كثيرة تدعو الأميركيين إلى التصويت قبل حلول يوم الانتخابات أو إلى التصويت عبر البريد. ومن هذه الأسباب أن يوم الانتخابات ليس يوم عطلة قومية، ما يعني أنه يتعين على كثير من الناخبين الذهاب إلى أماكن عملهم أو دراستهم في ذلك اليوم. كما أن بعض الناخبين يفضلون استخدام البريد لأن ذلك يوفر لهم وقتاً أطول للتفكير في القضايا وجمع المعلومات عنها أثناء ملئهم بطاقات الاقتراع.وقد خلق ازدياد عدد من يعتمدون التصويت المبكر والتصويت بواسطة بطاقات الناخبين الغائبين تحديات جديدة لمن يخوضون الحملات الانتخابية. فقد كانت استراتيجيات الحملات الانتخابية المألوفة هي التوجه نحو محاولة إقناع الناخبين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد في اليومين أو الثلاثة أيام الأخيرة السابقة ليوم الانتخابات، وقد يصبح من الضروري الآن توسعة هذه الاستراتيجية للوصول إلى الناخبين الذين يبكرون في الإدلاء بأصواتهم ومحاولة استقطابهم هم أيضاً.ويرى الخبراء أن التصويت المبكر لا يرجح كفة أحد الحزبين على الحزب الآخر. كما أن معظمهم لا يعتقد أن الزيادة في التصويت المبكر ستغير نتيجة الانتخابات الرئاسية لأن الذين يدلون بأصواتهم في موعد مبكر يميلون عادة إلى أن يكونوا من الموالين لحزب ما، ومن غير المرجح أن يغيروا رأيهم نتيجة أحداث أو مناظرات تحدث في مرحلة متأخرة في الحملة الانتخابية.اقتراع الغائبينكذلك، يتلقى العديد من الناخبين الأميركيين الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة، ويقدر عددهم بأربعة ملايين، خلال الأسابيع السابقة ليوم الانتخابات أوراق اقتراع خاصة بالغائبين عن طريق البريد، وبين هؤلاء الناخبين الموجودين في الخارج، 1.4 مليون عنصر في القوات المسلحة الأميركية يخدمون في أنحاء العالم.وتستطيع بعض الولايات الآن إرسال بطاقات الاقتراع إما بالفاكس أو عن طريق البريد الإلكتروني، في حين يجرب عدد منها تكنولوجيات جديدة، على أمل تبسيط عملية التصويت من خارج الولايات المتحدة. ويمكن، على سبيل المثال، للناخبين من ولاية أريزونا، تعبئة أوراق الاقتراع ثم مسحها بجهاز إلكتروني وإرسالها عن طريق مقدم خدمات مأمون على شبكة الانترنت.