منظور آخر: اخترت الكويت
في هذه الفترة الحرجة على الكويت، تجد السؤال المثير دوماً للجدل، هل أنت معارضة أم حكومية؟والغريب أني لست مع الحكومة ولا مع المعارضة، وأمثالي كثر، نحن نتألم من الفساد الحكومي ويؤلمنا أكثر الفساد من ممثلي المعارضة، لن أختار أن أكون ضمن فريق لأني اخترت الكويت قبل كل شيء.
اخترت أن أحب وطني رغم كل عوامل اليأس من الفريقين الحكومي والمعارض، واخترت أن أخلص في عملي، واخترت أن أحبه بدلاً من إثارة الشغب في شوارعه، واخترت أن أصوِّت له إن وجدت النائب الملائم.اخترت أن أبذل محاولة أخرى رغم فشل كل محاولاتي السابقة في مجالس الأمة، الأكثر صخباً وإحراجاً وإسفافاً في تاريخ الكويت، لكني لن أتوقف عن المحاولة في سبيل كويت أفضل.اخترت السلام لا الصخب، اخترت الحب فعلاً لا الشعارات، اخترت ألا أخجل من أني لست من ضمن الفريق البرتقالي أو الأزرق لأن فريقي من ألوان أربعة أسود وأحمر وأبيض وأخضر.شعاري هو علمي، وعلمي هو انتمائي، وعدوي هو كل من يجعل من مرجعيته الفقهية وجماعته الإسلامية وقبيلته أولوية قبل الكويت. نعم سأختار أن أعمل وأن أتوقف عن التذمر لأني مللت التذمر، كثرة الكلام الشكوى جعلت منّا الشعب الأكثر كسلاً، نحن أفضل من يتكلم وينظر ويفهم في السياسة، نحن شعب يعاني نصفه نظرية القطيع، وهي اتباع الأغلبية فقط؛ لأن شعور أن تنتمي إلى القطيع الأكبر يشعر صاحبه دوماً بالقوة وأن له سنداً.عن نفسي لا يهمني أن أكون من ضمن أي قطيع، لأن من هم مثلي ليسوا قلة، وقد يطلقون على أنفسهم لقب الأغلبية الصامتة، ولكني أفضل أن أقول الأغلبية المحبة للوطن دون إلحاق الضرر بالكويت، ومع احترام جليل لرمز الكويت سمو الأمير، القوة ليست بالصراخ وبالتعدي على البرتوكولات والشتم وترديد عبارات التهديد للسلطة، القوة هي أن تملك طرقاً للتحاور مع السلطة، والوصول أخيراً إلى مشاريع لتنمية الكويت وليس تدميرها لأسباب تصب في مصلحة أشخاص.أن أحب وطني هو ألا أتعدى على الآخر الذي يعيش معي في هذا الوطن، بل أن أوجد سبلاً للتواصل معه حتى تساعدني يده لأبني لا أهدم، وحتى تساعده يدي بأن يستند إليها حتى لا يتعثر إن حل علينا الظلام.لا نعيش ثورة ولا ربيعا عربيا في الكويت، ما نعيشه هو ترف سياسي لا يستحق هذا التهويل، نعاني فساداً نعم، ونحلم كثيراً بأن نحاربه، ولكن كيف لفاسد أن يحارب الفساد؟ بعض مدَّعي المثالية وممثلي الأمة هم أيضاً رموز للفساد في بلادي، وسأظل أختار الكويت فوق أي شيء، ولقد اخترت الكويت قبل كل شيء.«قفلة»:الإعلامي والصحافي مقدر عالمياً، ويتم التعامل معه بكثير من الرقي على اعتبار أنه ناقل للمعلومة والخبر من قلب الحدث، إلا في الكويت يتم التعامل معه على أنه مرتزق وبكثير من عدم الاحترام، وهذا ما جرى لمحرري وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أثناء مؤتمر القمة الأول لحوار التعاون الآسيوي، تمت معاملتهم بفظاظة من قبل وزارة الخارجية، وأيضا من الديوان الأميري، وهذا شيء مؤسف للغاية!