الكويت في «أيوا»

نشر في 30-10-2012
آخر تحديث 30-10-2012 | 00:01
 طالب الرفاعي (دينيس غازسي-Denes Gazsi) دكتور في جامعة أيوا، وهو المنسق لبرنامج اللغة العربية، في إدارة اللغة الفرنسية واللغات الشرقية، ولقد بادرني في لقائنا الأول بالتحية قائلاً:

«أنا أتكلم العربية».

ولأنه كأي من المتكلمين بالعربية من غير أهلها، ينطق كلماته العربية بجرس غربي أكمل:

«زرت دولة الإمارات العربية، ودولة قطر، مثلما زرت أكثر من مدينة في الجمهورية الإسلامية».

والتمعت نظرة مودة في عينيه قائلاً:

«أتمنى زيارة الكويت».

كنا قد تواعدنا على اللقاء في مقهى (جافا-Java)، المعروف هنا في مركز مدينة «أيوا»، والذي يعج بالطلبة والدارسين طوال الوقت.

«أنا مهتم بالعلاقة بين العرب والفرس على ضفتي الخليج العربي».

تكلم الدكتور دينيس حول اهتمامه بالعلاقة التاريخية والثقافية واللغوية بين أهل فارس والشعوب العربية، وحدثني عن بحث بدأه قبل سنوات للمقارنة بين العلائق المشتركة بين اللغة العربية واللغة الفارسية. وشرح لي بشكل لافت معرفته بتواجد عوائل كويتية، سمّى بعضها، تنحدر بأصولها من أرض فارس، ورغب لو تتاح له فرصة التواصل معها.

بدا واضحاً حرص الرجل على إكمال بحثه، فوعدته بأن أعمل على تسهيل زيارته ومهمته في الكويت، لكنه قبل أن يودعني قال والود في نبرته:

«سنسعد باستضافتك في محاضرة لطلبة الجامعة حول الكويت».

حُدد للمحاضرة عنوان «دولة الكويت»، وتقرر أن تكون يوم الاثنين الموافق 22 أكتوبر الجاري، وكم فاجأني إيميل الدكتور ليلة المحاضرة، وقد اختار سبعة أفلام من (اليوتيوب-You tube) تغطي التاريخ، وحقوق المرأة، والطفولة، والتعليم، ومسيرة المهندسات الكويتيات، والعديد من الوصلات الغنائية التراثية، بأداء أطفال الكويت، كما توجه للطلبة بأسئلة عن الكويت جغرافياً وتاريخياً وثقافياً.

في جامعة أيوا (مبنى فيليبس-Phillips Hall) قاعة رقم (313)، كان لقائي مع قرابة (25) من الطلبة توزعت دراساتهم بين مختلف أفرع المعرفة، لكنهم جاؤوا حاملين أسئلتهم عن الكويت. بدأت الحديث بإعطاء فكرة عن مدينة الكويت منذ تأسيسها عام 1613، مروراً بأهم المحطات في تاريخها، ثم عرّجت على شيء من سيرتي الذاتية في دراستي للهندسة، واشتغالي بالكتابة القصصية والروائية، بعدها فُتح الحوار مع الطلبة:

«بماذا تختلف الكويت عن جيرانها الخليجيين وعن باقي الدول العربية؟»

كان هذا هو السؤال الأول الذي طُرح عليّ، ولقد كانت إجابتي مختصرة وواضحة:

«سقف الحرية عالٍ في الكويت، منذ تأسيسها وهي تعيش في حرية وديمقراطية، بوجود دستور انبثق عام 1962، ينظم العلاقة بين مختلف سلطات الدولة: القضائية والتشريعية والتنفيذية».

«ماذا عن آل الصباح الأسرة الحاكمة؟»

«الأسرة الحاكمة، وعلى رأسها أمير الكويت، منذ صباح الأول، جاءت بمباركة واختيار وتراضٍ شعبي، عام 1717، كما تذكر بعض المصادر التاريخية، وهناك مصادر أخرى ترى أن حكم الصباح بدأ قبل صباح الأول. علماً بأن دستور عام 1962 كان واضحاً في تنظيم العلاقة بين الأمير والإمارة والسلطة التشريعية والتنفيذية والشعب الكويتي».

«الأفلام التي اختارها الدكتور تظهر المرأة الكويتية متحررة وعاملة في مختلف مناحي الحياة، فهل هذه الحقيقة، أم انها جزء من الحقيقة؟»

سألتني إحدى الطالبات، في ما يشبه استفزازاً، وبهدوء قلت لها:

«مؤكد أن هذا جزء من الحقيقة، فالحقيقة ان المرأة الكويتية، ومنذ كان البحر مصدر رزق الكويتيين هي التي تدير شؤون الأسرة، خلال غياب الرجل، وظل حضورها ملموساً وفاعلاً، ما دفعها إلى أن تكون ممثلة للكويت في المحافل الدولية، ومديرة جامعة ووزيرة وعضوة في مجلس الأمة».

تشعب الحديث ليشمل الفن والكتابة والمرأة والعمارة، وحين تنبهت لقرب انتهاء الوقت، قلت لهم:

«حديثي عن بلدي الكويت يطول، وهل يشبع محب من الحديث عن حبيبته؟!».

back to top