مسيرات اليوم الخامس... سلمية و«منسّقة» في الجهراء ومواجهات في صباح الناصر والصباحية

نشر في 08-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 08-12-2012 | 00:01
دخول كيفان في موجة المسيرات تضامناً مع شباب المعارضة بالمناطق الأخرى

لليوم الخامس على التوالي استمرت المسيرات الليلية في عدد من المناطق، رفضاً لمرسوم الصوت الواحد ونتائج الانتخابات، ولم تفلح مواقف بعض الأطراف والتدابير الأمنية في احتواء التظاهرات التي أعلن منظموها «استمرارها حتى تحقيق أهدافها».
فتحت وزارة الداخلية على نفسها جبهات جديدة، بتدخلها العنيف لفض تجمعات شباب المعارضة الخارجين في مسيرات وتظاهرات للتعبير عن رفضهم لنظام الانتخابات الجديد وفق مرسوم الخمس دوائر بصوت واحد، إذ ركبت منطقة كيفان مؤخرا موجة المسيرات، لتكون في تعداد المعارضين بعد الصباحية وصباح الناصر والجهراء.

ولم يكن الحل الأمني الذي اتخذته وزارة الداخلية لفض تلك المسيرات مجدياً، اذ زادت الفوضى داخل المناطق السكنية، وتوسع نطاقها في اماكن اخرى، تضامنا من الشباب مع زملائهم المعارضين في المناطق التي تدخلت فيها القوى الامنية.

وكان شباب المعارضة على موعد مع رجال الامن مساء امس الاول في الساعة التاسعة، لإكمال مسيرتهم نحو المعارضة لليوم الخامس على التوالي، حيث انطلقت المسيرات بدعوات شبابية عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، حيث انطلقت في كل من الصباحية وصباح الناصر والجهراء، ثم لحقت بها كيفان، فضلاً عن مواقع تم اعتمادها كنقطة التقاء يوميا للمضي في تنفيذ المسيرات.

وكانت المسيرات، التي تداعى إليها الشباب، تحمل شعارات سلمية، لكنها لا تلبث إلا قليلاً حتى تتحول الى فوضى عارمة نتيجة الاستخدام الامني العنيف، ما يضطر الشباب إلى الدفاع عن انفسهم لإكمال مسيرتهم، فتنشب بين الطرفين مواجهات عنيفة يحاول كل منهم قمع الاخر للوصول الى مبتغاه في ايصال الرسالة المرجوة.

كيفان تنتفض

منطقة كيفان، التي كانت تنعم بالهدوء، دخلت في حيز التظاهرات، حيث انتفض عشرات من الشباب وتجمهروا امام جمعية كيفان للاعتراض على ما يحصل في الصباحية وصباح الناصر، كما عبروا عن رأيهم في قانون الانتخاب الجديد، وغابت القوات الخاصة باستثناء بعض دوريات الشرطة التي كانت على مقربة منهم من دون تدخل يذكر.

وطالب الشباب بعضهم بعضا بالاستمرار في مسيراتهم حتى تعاد لهم حقوقهم ويعود النظام الانتخابي كما كان في السابق، كما طالبوا الشرطة بعدم التدخل العنيف في الصباحية وصباح الناصر، واحترام سلمية المسيرات، داعين الى الانضمام الى مسيرات "كرامة وطن" التي تنعقد بصفة رسمية في شارع الخليج.

سخونة «الصباحية»

ومع أن المناطق المحتضنة للمسيرات متعددة، ولا يقل شأن احداها عن الاخرى، فإن ما يحصل في منطقة الصباحية اكثر اثارة عن غيره، اذ تزيد حرارة المواجهات سخونة بين الطرفين، فيستخدم كل منهما ما بين يديه لقمع الاخر، إذ يضرب رجال القوات الخاصة بهراواتهم على رؤوس وظهور الشباب، ويطلقون قنابلهم الصوتية والدخانية والاخرى المسيلة للدموع، بالاضافة الى الرصاصات المطاطية، ليرد عليهم الشباب بالحجارة والحبال المطاطة "النبيطة"، ثم تطورت الأوضاع حتى أصبح الشباب يستخدمون اسلحة نارية وقنابل "ملوتوف" لترهيب الشرطة، وانفلتت الأوضاع الأمنية في منطقة الصباحية، ولم تتمكن "الداخلية" من فرض سيطرتها عليها حتى وقت متأخر من الليل، ثم سحبت قواتها من الموقع تاركة المنطقة للشباب، وما هي الا دقائق حتى عادت الأوضاع طبيعية في المنطقة من دون اية مشكلات.

وكانت اعداد الشباب اكثر منها في السابق، حيث زادت نتيجة التدخل الامني في المنطقة، فاصبح اهالي البيوت المتعرضة للاضرار يخرجون في الشوارع لرد اعتبارهم من الشرطة، فيما قابلت ذلك العدد زيادة في الاصابات والاضرار، حيث اصيب خلال المداخلات بين الطرفين نحو 17 شخصا، وتعرضت سيارات عدة للأضرار بسبب القنابل التي انطلقت في المنطقة وارتطمت بها، بينما كانت حصيلة المعتقلين فيها نحو 8 اشخاص.

«الداخلية» تفقد السيطرة

أما منطقة صباح الناصر، فلم تكن كسابق الأيام، حيث دخلت القوات الخاصة على الشباب، بعد غياب وسائل الإعلام العالمية، وقامت برميهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع واسلحة غريبة لم تكن ظاهرة خلال الايام الماضية، وانتقل الشباب من دوار الانطلاقة المعتمد الى الدائري السادس، حيث امتدت الفوضى الى الطريق العام، وتعطل السير لوقت طويل، ولم تتمكن الداخلية من فرض سيطرتها، وفلتت الأمور من يدها من دون الوصول الى حل.

وتمكنت الشرطة من اعتقال عدد من المتظاهرين وإحالتهم الى المباحث الجنائية، حيث بلغ عددهم نحو 6 اشخاص، وتعرض العديد لإصابات متفرقة في اجسادهم بين مصاب اثر طلق مطاطي، ومتعرض للقنابل المنطلقة.

الجهراء... «سلمية»

تكرر المشهد السلمي في محافظة الجهراء، حيث كانت "الداخلية" اكثر عقلانية منها في باقي المناطق، اذ كانت محكمة سيطرتها على الاوضاع العامة في المنطقة من دون وجود اية تخريبات او انفلاتات امنية في المنطقة، فضلا عن اتمام المسيرة في ساعتين ونصف من دون اية مصادمات مع الشرطة، وغابت القوات الخاصة عنها تماما، سوى بعض الدوريات التي كانت تنظم المسيرة وتغلق المداخل والمخارج المؤدية لطريق المسيرة، لاتمامها بسلام، وإعطاء الشباب حريتهم في التعبير السلمي.

وشكر اهالي المنطقة مدير امن الجهراء اللواء ابراهيم الطراح على توفير هذا الجو المنشود، ثم دعوا ابناءهم للانفضاض من الموقع استحياءً من الشرطة التي لم تقصر في توفير امنهم والمساهمة في توصيل الرسالة بهدوء ورقي.

93 معتقلاً

زادت أعداد الاعتقالات في المناطق، لتصل خلال المسيرة إلى نحو 93 شخصا، بين حدث وشاب، وتمت احالة الاحداث الى نيابة الاحداث، بينما احيل الشباب الى المباحث الجنائية.

أطراف تخريبية

أكدت مصادر امنية لـ"الجريدة" علمها بوجود بعض الاطراف التخريبية في التجمعات لاسيما في محافظة الجهراء، مشيرة الى ان رجال المباحث رصدوا بعض اسماء بعض المخربين وسيتم اعتقالهم وإحالتهم الى التحقيق.

وكشفت المصادر ان عددا كبيرا من غير الكويتيين ينضمون الى صفوف المسيرات، ويقومون ببعض الأعمال التخريبية التي يحاولون بها استفزاز الشرطة لإيجاد ثغرة تدخل من خلالها قوات الأمن الخاصة، لتنقلب المناطق الى مواقع تخريبية جراء الفوضى.

فريق قانوني للمتظاهرين

علمت "الجريدة" ان مجموعة من المحامين ستطلق فريقا قانونيا لمتابعة المسيرات والدفاع عن المعتقلين في جميع مناطق البلاد بالمجان، كما سيعملون على جمع الكفالات المادية لإخراج المعتقلين الحاليين من سجون وزارة الداخلية.

back to top