اكد حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم دعم دولة الكويت للجهود التي تبذلها الامم المتحدة في مكافحة ظاهرة التغير المناخي من خلال مشاركتها الفعالة في المفاوضات الجارية الرامية للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة.

Ad

جاء ذلك في كلمة القاها سمو امير البلاد امام مؤتمر الأمم المتحدة الثامن عشر للتغير المناخي المنعقد حاليا في العاصمة القطرية الدوحة وفيما يلي نصها..

" بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الاخ العزيز الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر الشقيقة اصحاب الفخامة والسمو والمعالي معالي السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس المؤتمر معالي بان كي مون الامين العام للامم المتحدة السيدات والسادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدني ان انتهز هذه المناسبة للاعراب عن خالص شكري وبالغ تقديري لدولة قطر الشقيقة اميرا وحكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن التنظيم لهذا المؤتمر الدولي الهام المنعقد تحت مظلة الامم المتحدة وللجهود الكبيرة المبذولة من اجل انجاحه وتحقيق الاهداف المرجوة منه.

كما اهنيء معالي عبدالله بن حمد العطية على انتخابه رئيسا لهذا المؤتمر وانني لعلى ثقة بأن ما يتمتع به من حكمة وخبرة سيسهم في انجاح المؤتمر والوصول الى الغايات والنتائج المرجوة منه والتي تتطلع اليها دولنا.

ويسرني كذلك ان انتهز هذه المناسبة لاعرب لمعالي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وللرئيسة التنفيذية لاتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ السيدة كريستيانا فيجيريس ولمساعديها عن خالص الشكر على ما بذلوه من عمل يستحق منا كل التقدير والثناء للاعداد الجيد لهذا المؤتمر.

اصحاب الفخامة والسمو والمعالي انه لمن دواعي سرورنا ان نرى هذه المشاركة الدولية رفيعة المستوى في هذا المؤتمر والتي تعكس الاهمية الكبرى التي يوليها المجتمع الدولي لموضوع التغير المتاخي الذي اصباح هاجسا لجميع دول وشعوب العالم.

ان دولة الكويت تدعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة في مكافحة ظاهرة التغير المناخي من خلال مشاركتها الفعالة في المفاوضات الجارية الرامية للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة وذلك استنادا للمبادئ والاحكام التي تضمنتها اتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ وبروتوكول كيوتو وتنفيذهما التنفيذ الفعال والمستدام باعتبارهما الاداة القانونية الملزمة واساسا للتعاون الدولي في هذا المجال خاصة مبدأ المسؤولية المشتركة مع الاخذ بالاعتبار تباين الاعباء وتفاوت القدرات والعدالة والتنمية المستدامة للدول بما يتوافق مع اولوياتها وقدراتها الوطنية من اجل خفض الانبعاثات بما يحقق طموح شعوب دولنا جميعا.

اصحاب الفخامة والسمو والمعالي ينعقد مؤتمرنا هذا في دولة قطر الشقيقة في مرحلة حاسمة تتطلب وجوب تبني قرارات تمهد للمرحلة القادمة لما بعد 2012 تجاه هذه الظاهرة والتأقلم معها سواء في اطار التعاون طويل الامد من خلال التنفيذ الفعال لخطة عمل بالي بجميع عناصرها والاتفاق على فترة الالتزام الثانية لدول المرفق الاول دون فرض التزامات جديدة على الدول النامية عدا تلك الاجراءات الطوعية بما يتناسب مع امكاناتها الوطنية المدعومة بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات.

كما تأمل دولة الكويت ان تلتزم الدول المتقدمة بدورها الريادي في خفض الانبعاثات ومساعدة الدول النامية في التكيف مع الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ والاثار السلبية الناتجة عن تدابير الاستجابة لتخفيف آثار تغير المناخ وخاصة الدول التي تعتمد اقتصادياتها على استخدام الوقود الاحفوري كمصدر رئيسي ووحيد للدخل وذلك من خلال نقل التكنولوجيا وتنويع مصادر الدخل.

اصحاب الفخامة والسمو والمعالي ان دولة الكويت ومساهمة منها في خفض الانبعاثات قطعت شوطا كبيرا وبشكل طوعي ومدروس وبحسب الامكانات المتاحة في اعادة تأهيل منشآتها النفطية والصناعية حيث تبنى القطاع النفطي استراتيجية جديدة تقوم على أسس علمية واقتصادية تهدف الى الحد من الانبعاثات بالاضافة الى وضع آليات لتطبيق وتحسين كفاءة الطاقة واستخدام التكنولوجيا النظيفة للطاقة الأحفورية بما لا يخل بمصالحها الاساسية والتزاماتها في تطوير الصناعة النظيفة.

وفي مجال الطاقة المتجددة فقد اولت دولة الكويت اهتماما كبيرا بتنويع مصادر الطاقة لديها حيث بدأت الجهات المختصة في المراحل التنفيذية لخطة طموحة نحو استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية تهدف الى أن تصل نسبة استخدام هذه الطاقة الى 1 بالمئة في العام 2015 وصولا الى 15 بالمئة في العام 2030 من اجمالي الطاقة المستخدمة في دولة الكويت.

وفي الختام أكرر شكري وامتناني لدولة قطر الشقيقة على استضافتها لهذا المؤتمر متمنيا أن يحقق الطموحات والأمال المرجوة التي تعود نتائجها على شعوبنا وتحقق خير وصالح البشرية جمعاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".