وثيقة الكويت والاتحاد الخليجي

نشر في 30-05-2012
آخر تحديث 30-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. ندى سليمان المطوع كانت القمة الخامسة لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الكويت عام 1984 من القمم المتميزة، لأنها برهنت أن مرحلة رسم استراتيجية التعاون الخليجي كانت ناجحة ولا غبار عليها، إنما الصعوبة تكمن في إيجاد آلية تنفيذية تترجم الاستراتيجيات على أرض الواقع.

تناولنا في مقالات سابقة النماذج التحليلية المختلفة التي نستخدمها لقراءة الأحداث في منطقتنا ومهما اختلفنا حول الأطر التحليلية في حقل العلاقات الدولية، تبقى حالة دول مجلس التعاون الخليجي خاصة، وتستدعي أدوات تحليلية خاصة مستعارة من تخصص الإدارة الاستراتيجية، ومنها تحديد العوامل الاستراتيجية والمحددات الداخلية والخارجية وانعكاسها على المشاريع كالتوسع من مجلس إلى اتحاد خليجي عبر تحليل البيانات الختامية أو حتى الأوراق الاستراتيجية المطروحة.

ومن أفضل الأوراق التي طرحت برأيي الخاص هي الوثيقة "التي طرحت قبل ست سنوات لاجتماع دول مجلس التعاون"، وقد حملت أفكاراً وخطوطاً عريضة لاستراتيجية خاصة بالمنظومة. تلك الوثيقة أخي القارئ لم تكن إلا الورقة التي قدمتها الكويت في القمة التشاورية بالرياض بتاريخ 6 مايو 2006، وسميت بـ"وثيقة الكويت" تناولت خطة عمل مقترحة لمواجهة التحديات الراهنة آنذاك، فدعونا نعيد قراءتها:

أولاً: الشق السياسي من الوثيقة تناول المحددات الخارجية، فعلى الرغم من مرور ست سنوات فإن القضايا التي أشارت إليها الوثيقة مازالت هواجس في يومنا هذا... وهي ضرورة رسم وتحديد استراتيجية للتعامل مع تأمين الإمدادات النفطية، والاستعداد لضمان تدفق النفط للأسواق العالمية فيما لو تعرضت بعض المنافذ للإغلاق.

وثانياً المحددات الداخلية في الوثيقة: هي حماية المنطقة من الانعكاسات الطائفية والسعي لتحصين دول المجلس مما قد ينجم عن ذلك، والتمسك بالحوار، وصياغة موقف سياسي مشترك كوسيلة للسعي لنزع فتيل ألازمات بأشكالها كافة.

ثالثاً الشق الدولي: وهو التعاطي المباشر مع القضية الفلسطينية عن طريق دعوة الأطراف الدولية الفاعلة والراعية لعملية السلام.

رابعاً: الشق الاقتصادي... فركزت الوثيقة على ضرورة السعي نحو خلق فرص العمل لأبناء دول المجلس وتكريس جزء من الفوائض النفطية لتعزيز هياكل الإنتاج، بالإضافة إلى استمرارية النهج الاقتصادي ودعم الموقف التفاوضي لدول المجلس أمام التكتلات الاقتصادية المختلفة.

خامساً: الاهتمام بالإعلام ورسم استراتيجية إعلامية فاعلة، وفي سياق الحديث عن الإعلام... أذكر من القمم المتميزة لمجلس التعاون الخليجي كانت القمة الخامسة عام 1984، التي عقدت في الكويت في 29 نوفمبر، وانطلق صوت "أنا الخليجي" من الكويت، وعبر إذاعات دول الخليج كافة، لنستخلص مما سبق أن مرحلة رسم استراتيجية التعاون الخليجي ناجحة ولا غبار عليها، إنما الصعوبة تكمن في إيجاد آلية تنفيذية تترجم الاستراتيجيات على أرض الواقع.

كلمة أخيرة:

هناك إقبال غير مسبوق على الاستعانة بالأكاديميين وأصحاب النظريات، مع العلم أن فشل استراتيجياتنا سببه خلو اللجان من أصحاب الخبرة العملية وافتقارنا إلى آلية تنفيذية واقعية.

وكلمة أخرى:

ماذا لو تم إقرار التعليم الإلكتروني... فهل نطالب برواتب 14 عاماً رفضت من خلالها التربية اعتبار المواد والشهادات الإلكترونية؟ نتمنى ذلك!

back to top