دعا حساب مسيرة «كرامة وطن» إلى الاعتصام والمبيت في ساحة الإرادة ليلة افتتاح مجلس الأمة السبت المقبل، استمراراً للحراك السلمي، محذراً «الداخلية من استخدام العنف أو التضييق على تجمعنا السلمي، وإلا فسنضطر إلى إعلان خططنا البديلة».

Ad

وكان آلاف المواطنين قد احتشدوا بعد ظهر أمس في مسيرة "كرامة وطن 4"، التي انطلقت من الساحة الترابية مقابل فندق سفير باتجاه ابراج الكويت، مرورا بشارع الخليج، الذي أغلق بإحكام من قبل رجال الأمن الذين واكبوا المسيرة.

وتقدم نواب سابقون كثر المسيرة، التي رفعت فيها شعارات اكدت رفض مرسوم الصوت الواحد، ومخرجات الانتخابات التي جرت مطلع الشهر الحالي, وانتقدت الاداء الحكومي في مواجهة المسيرات بالقمع والاعتقالات، واشادت بحجم المقاطعة.

وغلبت على المسيرة، التي بدأت من الثانية ظهرا حتى الخامسة مساء، اعلام الكويت والرايات البرتقالية، تعبيرا عن المقاطعة، وكان لافتا حجم المشاركة من كل الاعمار, وبدا واضحا الالتزام الدقيق بخط المسيرة، التي تعتبر الثانية المرخص لها من قبل الجهات الرسمية، بعد مسيرة "كرامة وطن 3" التي نظمت عشية يوم الاقتراع اول ديسمبر.

وذكر المشرفون على المسيرة أنهم يجهزون لمسيرة أخرى، مضيفين ان حجم المشاركة تجاوز مسيرة "كرامة وطن 3"، ما يدل على زيادة عدد الرافضين لمرسوم تعديل قانون الانتخاب ومجلس الأمة الحالي، على اعتبار أنه لا يمثل غالبية الشعب الكويتي الذين امتنعوا عن المشاركة في الانتخابات.

مواقف ومطالب

من جهته، أكد النائب السابق د. وليد الطبطبائي رفضه مرسوم الصوت الواحد، معتبرا ان هذا المرسوم ساقط شعبيا ودستوريا، مضيفا ان "المسيرة لن تكون الأخيرة، وسنستمر في إسقاط المرسوم وما ترتب عليه من مجلس اسقطه الشعب، من خلال العزوف عن المشاركة في الانتخابات".

وطالب الطبطبائي، في تصريح لـ"الجريدة" امس، "بإسقاط هذا المجلس وعدم استمراره والعودة إلى نظام الاربعة اصوات"، مؤكدا أن "أي تعديل على نظام التصويت يجب ان يكون من خلال مجلس الامة، الممثل الحقيقي للشعب"، مشيرا إلى "وجود حالة من الغضب الشعبي العارم، بسبب تغيير النظام الانتخابي، لذا فإننا ندعو الحكومة إلى التعامل بحكمة وحصافة مع التظاهرات الرافضة للمرسوم".

وعن التظاهرات داخل المناطق السكنية، قال إن "كتلة الاغلبية لم تدع الى مثل هذه التظاهرات، ومن يخرج فيها هم شباب غاضبون من تعديل النظام الانتخابي"، داعيا الحكومة إلى "التعامل بعقلانية مع هؤلاء الشباب دون استخدام أدنى وسائل القمع".

عبث انتخابي

من جانبه، قال النائب في المجلس المبطل أسامة الشاهين: "حضرت وآلاف المواطنين للمشاركة في مسيرة كرامة وطن 4، للتعبير عن رأينا بصورة حضارية ودستورية راقية، عبر مسيرة نعلن خلالها استمرارنا في مقاطعة ورفض العبث الحكومي بالنظام الانتخابي المنفرد، والمخالف للمادتين 71 و81 من الدستور".

وأكد الشاهين أن هذا العبث فرغ المادة 6، التي تنص على ان "نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر للسلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور"، من محتواها.

وأضاف: "لكل هذه الأسباب والمخالفات الدستورية كان لابد لنا من وقفة جماعية نعلن خلالها رفضنا التام لمثل هذه الممارسات التي تنضح بعدم دستوريتها"، متقدما بالتحية إلى كل من جاء وانضم إلى هذه المسيرات رغم حملات التخوين والتخويف التي تمارس ضدهم.

رسائل شعبية

بدوره، أكد الناشط السياسي راكان النصف أن مشاركته في هذه المسيرة السلمية المرخصة لتوصيل مطلب ضروري هو رفض مرسوم الصوت الواحد، رافضا المسيرات غير المرخصة، وغير السلمية، لاسيما التجمعات التي تحدث ليلا داخل بعض المناطق السكنية، وانعكاساتها السلبية على قاطني تلك المناطق.

وطالب النصف المسؤولين بالانصات إلى الرسائل الشعبية الموجهة اليهم عبر هذه المسيرات الحاشدة، مؤكدا ايمانه بنزاهة القضاء الكويتي الشامخ، لاسيما المحكمة الدستورية، التي سيكون حكمها بشأن مرسوم الصوت الواحد كلمة الفصل في هذا الامر.

مجلس مزور

إلى ذلك، قال النائب السابق مسلم البراك إن "حراكنا سيستمر حتى يسقط المرسوم والمجلس المزور".

وبينما شدد النائب السابق سالم النملان على ان "الكويت تستحق العمر كله، فلا تبخل عليها بثلاث ساعات من عمرك"، أكد النائب السابق فلاح الصواغ أن "الكويت تستحق الفزعة وتستحق التضحية".

وقال النائب السابق احمد الشريعان إن "التظاهرة التي تأتي في هذا الوقت الحساس هي بداية، وستستمر حتى تحقق اهدافها المنشودة التي تتمثل في اسقاط المرسوم".

واعرب الشريعان عن "قلقه ان تتخطى المسيرات حدود السلمية، وتصل الى امور تصعيدية لا تحمد عقباها"، متمنيا "حل هذه المشكلة قبل ان تصل الى حد مأساوي يؤثر سلبا على الكويت وأهلها"، مؤكدا ان "عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين يزيد اعدادهم الى الضعف في كل مسيرة يتم الاعلان عنها".

من المسيرة

توزيع أوشحة

وزع المنظمون قبل انطلاق المسيرة «كابات» وأوشحة برتقالية اللون على المشاركين في المسيرة.

مشاركة أطفال

لوحظ خلال المسيرة مشاركة واسعة من قبل الأطفال، حتى ان بعضهم أخذ يردد «شيلات» تطالب بإسقاط مرسوم الصوت الواحد، كما كان لافتاً مشاركة العنصر النسائي بكثافة.

أغان وطنية

بدأ المنظمون المسيرة بإذاعة النشيد الوطني عبر مكبرات الصوت، وأثناء المسيرة حرصوا على بث أغان وأهازيج وطنية.

مروحية «الداخلية»

حلقت مروحية تابعة لوزارة الداخلية فوق خط سير المسيرة منذ انطلاقتها أمام فندق سفير حتى عودتها إلى نفس الموقع.

شيلات

ردد المشاركون في المسيرة بعض «الشيلات» والشعارات المطالبة بإسقاط مرسوم الصوت الواحد وحل مجلس الأمة.