المقاطعة "الفعلية" التي لم تتجاوز 20% من أعداد الناخبين لا تزال مصرة على إقامة المسيرات "حتى النصر"، ويرددون بأن الحل الوحيد يكمن في سحب مرسوم الصوت الواحد، هكذا ببساطة، ولم يفكر أي من هؤلاء الجهابذة بأن هناك ضعف أعدادهم، أي 40% من الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات ربما سيخرجون في مسيرات مماثلة إن تم سحب المرسوم، فتتحول المسيرات من اللون البرتقالي إلى اللون الأزرق لنعود إلى نقطة الصفر من جديد!

Ad

لا المسيرات ستنفع، ولا سحب المرسوم سيحل المعضلة، والحل الحقيقي و"الواقعي" كما قال لكم مرارا الخبراء الدستوريون حين كنتم تضعون أصابعكم في آذانكم كي لا تسمعوا، هو إما برد المرسوم في أولى جلسات المجلس- وقد تخليتم بملء إرادتكم عن هذا الحق حين قاطعتم الانتخابات- وإما عن طريق المحكمة الدستورية التي ستصدر عما قريب حكمها في المرسوم، وأي خيارات أخرى لن تجدي ولن تنفع لأنها ستأتي على حساب من شاركوا في الانتخابات، فهل تحسبون أنهم سيقفون متفرجين أو أنهم لا يجيدون تنظيم المسيرات؟! انتظروا مثلنا حكم المحكمة وارتضوا به يرحمنا ويرحمكم الله!  

***

تغريدات بعض نواب الأغلبية المبطلة عن "الصبغة الشيعية" للمجلس الجديد ومحاولة إعطاء الانطباع بأن هناك تدخلاً خارجياً صنع هذه المخرجات الانتخابية، يزيد قناعاتنا السابقة بأن هذه الأغلبية لم تكن يوما همها "الوطن" إنما مصالح نوابها وطائفيتهم المقيتة، فهم يفرقون ولا يجمعون، يدمرون ولا يبنون، ومهما ساءت وفسدت السلطة فسوف تبقى أرحم وأقل ضرراً منهم... صدقوني!

***

لو اتبعت وزارة الداخلية مع المسيرات داخل المناطق السكنية سياسة "طنش تعش... تنتعش" لما وجدنا أي مسيرة يقوم بها أطفال ومراهقون مغرر بهم، فقد وجدوا في هذه المسيرات متنفساً يفرغون فيه طاقاتهم وشيئا من عدوانيتهم، ولعلكم لاحظتم "مسيرة كرامة وطن 4" الأخيرة قد جاءت بأعداد أقل من سابقاتها، بعد أن اكتشف الشباب "ذو الوعي السياسي" على رأي "حمد العليان" ومعظمهم من فئة 14-15-16 سنة أن المسيرات في المناطق السكنية فيها "action" أكثر وmore fun من مسيرات شارع الخليج المملة والرتيبة!

وزارة الداخلية لا تعلم أنها بحضورها "اللي ما له داعي" تحقق لهؤلاء المراهقين والأطفال مدمني ألعاب "البلاي ستيشن" رغبتهم في مواجهة مصطنعة مع رجال الأمن، اتركوهم يعبرون عن "سذاجاتهم الطفولية" وكفى مواجهات لا داعي لها، وسوف ترونهم يخرجون يوما واثنين ثم سيشعرون بالملل ويتوقفون... إلى الأبد!

***

هل تساءل أحدكم ما الذي يجعل أطفالا من المفترض أن يقتدوا بنجوم الرياضة والفن والثقافة بدل ذلك يقتدون ويقلدون نجوم السياسة؟! لقد كتبت قبل أعوام أحذر من تحويل النواب إلى نجوم "روك آند رول" عبر ظهورهم اليومي في الصحف والقنوات الفضائية، وكنا في صغرنا نتابع فتحي كميل وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل، وننتظر مسرحيات عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، فقد كانوا ملء السمع والبصر، ثم جاءنا زمان أغبر توقفت فيه الدولة عن دعم الرياضة والفن والثقافة وتفرغت لصراعاتها السياسية مع نواب المعارضة، وصار السياسيون هم "تسليتنا" و"متعتنا"، ووجد فيهم الصغار القدوة والطموح، وراحت عقولهم الصغيرة تقدس أقوالهم وأفعالهم، وصرنا نشاهدهم يرمون "المولوتوف" ويشعلون الإطارات ويقذفون الحجارة، ومن يدري لعل القادم أسوأ من ذلك بكثير!

يا حكومة، يا وسائل الإعلام، نرجوكم أن تعودوا إلى دعم الفن والرياضة والثقافة ليفرغ الشباب فيها طاقاته المهدورة، ففتحي وجاسم وفيصل وعبدالحسين وسعد خير ألف مرة من "الحناجر الذهبية" وجماعة "معصي" الذين استولوا على عقول وقلوب شبابنا هذه الأيام!