كلمة راس : من يحكم نبض الشارع؟
المفهوم السائد عن الإعلام أنه ناقل للحدث، ومتابع لصناعه، ومحلل لنتائجه، وهذا المفهوم قد يصدق على الإعلام الرسمي المرئي والمسموع، وخاصة في دولنا العربية ودول العالم الثالث، الذي يقيس القائمون عليه نجاحهم بقدرتهم على نقل الخبر ساعة حدوثه وبحيادية تامة، فالإعلام في نظر أولئك ناقل وليس فاعلاً، وهذا مفهوم عفى عليه الدهر أو كاد، والتحقق من تلك النقلة في دور الإعلام ومفهومه لا يحتاج إلى كثير من العناء، فالمتابع لما تقوم به المؤسسات الإعلامية الكبيرة في العالم يستطيع أن يصل إلى النتيجة التي بدأنا بها مقالنا هذا، ولو استعرضنا الدور الذي تقوم به قناة الجزيرة كمثال لتجلت لنا الحقيقة واضحة وضوح الشمس، فدورها في تحريك الشارع العربي على أنظمته، لا يحتاج إلى دليل، وتمهيدها لذلك منذ سنوات أمر لا يحتاج إلا إلى مراجعة سريعة، وقد اكتمل ذلك بدورها الفاعل أثناء أحداث ما يسمى بالربيع العربي وكيف استطاعت هي وغيرها من وسائل الإعلام الكبرى التعجيل بانهيار تلك الأنظمة التي كان زوالها أشبه بالمستحيل. أما المثال الآخر فهو الدور الذي قامت به المؤسسات الإعلامية المصرية في انتخابات الرئاسة وكيف استطاعت أن تقلب المعادلة وتغير الصورة، وتدفع بالسيد أحمد شفيق إلى المقدمة بعد أن ظن الناس داخل مصر وخارجها أنه خارج المنافسة.
إذاً الإعلام أداة فعل وليس أداة نقل لذلك حرصت بعض الدول على الصرف بسخاء عليها دون النظر إلى المردود المالي، وكذلك أصبحنا نرى بعض كبار التجار يفعلون ذلك، فالإعلام هو السلاح الأخطر ومن يتحكم به يتحكم بالشارع ويضبط نبضه وإيقاعه... فلنتبين.