يتكرر كثيراً الحديث عن ضعف التيار الوطني أو التيار المدني المؤمن بالدولة المدنية الحديثة التي يحكمها الدستور، والجميع يكرر هذه الأسطوانة، ويضع الحلول الافتراضية ورقياً، وتتم الدعوة لمؤتمر للحوار الوطني وغيره، ولكن لا حياة لمن تنادي، حتى سقطت "جمعية حقوق الإنسان" إحدى أهم معاقل التيار المدني، وليتها سقطت بيد من يؤمن بها، بل سقطت بيد من يؤمن أن وقوف الجمعية مع الإنسان البحريني هو سقطة لها، وسبة في تاريخها، سقطت بيد من تصدح تغريداتهم في "تويتر" بالطائفية، فجمعية بيد هذه العقليات لا تختلف عن وليد الطبطبائي أو محمد هايف أو عبدالحميد دشتي بلجنة حقوق الإنسان البرلمانية.

Ad

إن هذا السقوط المريع بحق أسماء تشهد لها ساحات المظاهرات وغرف السجون والبشر باختلاف أجناسهم وجنسياتهم ليس إلا حلقة جديدة من مسلسل الضياع الذي يعيشه هذا التيار، والذي يرفض أن يعمل بشكل منظم أكثر ويرفض بشدة أن يهتم بانتخابات سهلة نسبيا وذات فعالية كبيرة، مثل جمعيات النفع العام والجمعيات التعاونية والاتحادات الطلابية والمجلس البلدي، ويركز على مجلس الأمة الذي يجب أن يمر طريق الوصول إليه بما تم ذكره.

للأسف وصل الأمر بنا أن نحول كل أشكال الانتخابات إلى فزعة عائلية أو قبلية، فانتخابات الجامعة تزخر بالانتخابات الفرعية، وانتخابات مجلس الأمة كذلك، وأيضا في انتخابات جمعية حقوق الإنسان بان ذلك جليا، وصرت لا أستغرب إن طلب أحد المواطنين أن يقوم كاتب المستشفى بعمل العملية لابنه المريض بدلا من الطبيب، حيث إنه "من العايلة" و"موغريب".

كلمة أخيرة لقائمة "إنسان": تشهد لكم أراضي تيماء بصدق عملكم وإيمانكم بقضيتكم، فاستمروا بجهودكم المشكورة، فإدارة يوصلها من يوافق على هضم حق الإنسان البحريني بسبب نظرة مذهبية لن تستمر طويلا، كما آمل.