من بين الأفكار والمطالب التي دائما ما نجدها عند معسكر «معارضة المعارضة»، مطلب تعديل الدستور «لفرملة» أدوات النائب الرقابية، أو تعطيل البرلمان لفترة من الزمن حفاظا على المصلحة وإعطاء الحكومة فرصة للإنجاز.
حوار «الصلعان» بين النائبين الفضل والبراك نبهني إلى موضوع مقال اليوم، فمن حيث المبدأ ليس الصلع عيباً؛ لأن تلك الأمور ليست من صنع الإنسان ولو كانت عيباً، فالرئيس أحمد السعدون لديه صلعة «متعوب عليها»، ومن شاهد صوره بالبدلة أيام الغزو في شقة لندن ومعه رموز المعارضة الوطنية لن يصدق ما يراه ولا أعني من كان يجالس السعدون آنذاك، ولكني أعني «صلعته».موضوع الصلع، وأنا أحد أعضاء نادي «الصلعان» وقريبا سأشغل منصب أمين السر، فيه الكثير من الصبر والقبول بالواقع حين يقع، قبل عشرين سنة لم أكن لأصدق أني سأخسر «كشتي» و«بكلتي» التي يقف عليها النسر الأميركي بكل ثبات، ولكن التدرج وخسارة «الكشة» شعرة شعرة جعلتني أتقبل الأمر بصدر رحب، وأنظر إلى الموضوع من ناحية إيجابية، فالأصلع مثلا «ما يحاتي» شراء الشامبو، كما أن الأصلع لا يأخذ «الشاور» معه أكثر من عشر دقائق ولو ذهب إلى «الحلاق» لتطييب خاطر ما تبقى من شعيراته لما تطلب الأمر سوى دقائق معدودة، خلاصة القول إن الوقت والتدرج كفيلان بتقبل الإنسان لأشياء لم يكن يصدق أنها ستحدث له أو لغيره.بعض المطالب ذات السقف العالي أو الأفكار غير المألوفة والخارجة على سياق المنطق والأحداث، حالها حال الشعرة الأولى التي تسقط ولا يلتفت إليها الإنسان على أنها بداية مشروع الصلع، من بين تلك الأفكار والمطالب التي دائما ما نجدها عند معسكر «معارضة المعارضة»، مطلب تعديل الدستور «لفرملة» أدوات النائب الرقابية، أو تعطيل البرلمان لفترة من الزمن حفاظا على المصلحة وإعطاء الحكومة فرصة للإنجاز.مثل هذه المطالب حوربت في حينها بما هو متوافر، وحقق معسكر «معارضة المعارضة» بعض الانتصارات، ونال الخسائر والكمد، ولله الحمد، مرات عديدة، في عام 2008 حل مجلس الأمة دستوريا للمرة الثانية في عهد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، كانت الأجواء في حينها مشحونة «شعبيا» ضد مجلس الأمة، وفكرة تعطيل البرلمان لسنتين رائجة، لأن الناس ما شافت من المجلس «إلا الصيحة والنجرة»، وبعكس ما سعى إليه الساعون انحاز سمو أمير البلاد للدستور والمسيرة الديمقراطية، ودعا إلى الانتخابات بعد شهرين.وأتى مجلس 2008 وحُل بعد ثمانية أشهر، وأتى مجلس 2009 وأيضا رحل، ولكن في أواخر 2011، وما زال سمو أمير البلاد منحازاً للخيار الديمقراطي، الأشياء التي اختلفت هي أن السلطة فقدت للمرة الأولى منذ 1963 أغلبيتها في البرلمان، والشيء الثاني وهو الأخطر على الإطلاق هو تزايد حدة الاحتقان بين مختلف مكونات المجتمع إلى درجة ما فوق العالي، الشيء الثالث فقدان الأسرة الحاكمة تماسكها المألوف في مواجهة العملية السياسية.أختم بالقول مذكرا الأغلبية النيابية «الدكتاتورية» بأول نشاط لحملة «ارحل» كما كان عدد الحاضرين والمتحدثين يومها؟. اليوم هناك موجة شبيهة تستثمر «طفاقتكم» وتسابقكم عند مكتب الأمين العام، وتستفيد من التصريحات والأفعال الشاذة الصادرة من بعضكم ضد علم الكويت والنشيد الوطني.خذوا حذركم فإن تعطيل مجلس الأمة يبدأ بسقوط أول شعرة وقد سقط الكثير حتى الآن.
مقالات
الأغلبية الصامتة: تعطيل المجلس سنتين
14-06-2012