تقطير وتبخير
ما لن يعود هو زمن سكوت الكويتيين البدون عن تدهور أوضاعهم الإنسانية والحقوقية، فتصنيفهم ببطاقة ملونة يذكر بتصنيفات لونية بائدة لأنظمة شمولية ولى زمنها في قرننا الحالي الذي بنى ثقافته أولاً وقبل كل شيء على مبادئ حقوق الإنسان.
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
وما لن يعود كذلك هو زمن سكوت الكويتيين البدون عن تدهور أوضاعهم الإنسانية والحقوقية، فتصنيفهم ببطاقة ملونة يذكر بتصنيفات لونية بائدة لأنظمة شمولية ولى زمنها في قرننا الحالي الذي بنى ثقافته أولاً وقبل كل شيء على مبادئ حقوق الإنسان. ولكن، بما أن الحديث عن العنصرية اللونية والاضطهاد البغيض والتصنيف البائد للبشر ببطاقات ستكون مصدر خزي وألم وإهانة لهم عوضاً عن أنها مصدر إثبات شخصية أو وسيلة للحصول على الحقوق الإنسانية، بما أن هذا الحديث لا يفيد مع حكومتنا ذات الكتالوج، فقد يكون الأحكم توجيه سؤال عملي: صاحب البطاقة الحمراء الذي تنتهي مدة بطاقته، ماذا ستفعلون به؟ ما هي الخطة القادمة للتعامل معه؟ وإذا لم تنفع عملية "تحليله وتقطيره"، فهل هناك تقنية "لتبخيره" فور انتهاء صلاحية بطاقته؟لا أدري كيف لبدون يحمل البطاقة الحمراء أن يظهرها في أي جهة خدماتية، لا أدري كيف سيكون رد فعل مستقبل البطاقة، ويمكنني فقط أن أتخيل حجم الإهانات والترويع الذي سيلحق بصاحبها، ولا يمكنني أن أتخيل سبباً واحداً يمنع من استصدار بطاقة مدنية عادية يكتب فيها "غير محدد الجنسية" دون تمييز لوني مهين، خصوصاً أن التصنيفات موجودة في ملفات الجهاز المركزي، وستحتفل بعيد ميلادها الثلاثين قريباً على ما أعتقد، فلمَ إهانة الناس وتعريضهم للمزيد من الأذى حتى إن كنتم لا تعتقدون أنهم من مستحقي الجنسية؟هناك حلول بسيطة، وهناك خطوات مستحقة، وهناك خطط لطيفة ستحسن من صورتكم الحكومية وبأقل التكلفة الممكنة، الخطوة الأولى، تخلصوا، تحرروا من الكتالوج.