المعارضة السورية تتوحد في «ائتلاف قوى الثورة والمعارضة»

أعلنت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة أمس أنها اتفقت على تأسيس "الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة"، وهو هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة. وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني، في مؤتمر صحافي في الدوحة إن جميع قوى المعارضة السورية اتفقت في الدوحة على تشكيل "الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة".

وشدد البيانوني عقب اجتماعات مطوّلة وشائكة عقدتها قوى المعارضة بفندق شيراتون الدوحة على أن "الجميع وبدون استثناء" وقعوا بالأحرف الأولى على اتفاق "الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة". وأضاف أن التوقيع الرسمي على هذا الاتفاق سيتم مساء اليوم في "احتفالية رسمية" يتم فيها أيضاً انتخاب رئيس هذا الائتلاف ونائب الرئيس والأمين العام "بحضور شخصيات عربية ودولية".

من ناحيته، قال "المجلس الوطني السوري" المعارض، إن الاتفاق ينص على الالتزام بعدم الدخول بأي مفاوضات مع النظام السوري. ونشر المجلس نص الاتفاق، الذي قال إنه يصبح ساري المفعول بعد تصديقه من الأمانة العامة للمجلس الوطني.

وتنص بنود الاتفاق على أن "المجلس الوطني السوري وباقي أطراف المعارضة الحاضرة في هذا الاجتماع اتفقت على إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تكون عضويته مفتوحة لكافة أطياف المعارضة السورية. ويوضح النظام الأساسي للائتلاف نسبة تمثيل كل طرف".

وفي البند الثاني: "تتفق الأطراف على إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزته الأمنية بمحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين"، وفي الثالث "يلتزم الائتلاف بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام".

رابعاً "يكون للائتلاف نظام أساسي يجري التوقيع عليه بعد مناقشته واعتماده أصولاً"، وخامساً "يقوم الائتلاف بدعم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية"، وسادساً "يقوم الائتلاف بإنشاء اللجنة القانونية الوطنية السورية، وتصدر اللوائح المنظمة لعملها بقرار خاص".

وسابعاً "يقوم الائتلاف بإنشاء اللجان الفنية والمتخصصة اللازمة لعمله، ويصدر بقرار خاص تحديد هذه اللجان وعددها وآليات تشكيلها وعملها"، وثامناً "يقوم الائتلاف بعد حصوله على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة".

رأس العين

الى ذلك، شنت المروحيات والمدفعية السورية هجوماً على بلدة رأس العين قرب الحدود مع تركيا بعد أيام من سيطرة مقاتلي "الجيش السوري الحر" على المنطقة خلال تقدم صوب شمال شرق البلاد. وأشار نشطاء الى أن المروحيات اطلقت صواريخ على منطقة لتخزين الحبوب قرب قرية تل حلف وقصفت المعبر الحدودي في الحسكة بشمال شرق البلاد المنتجة للنفط والتي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سورية. وفي الوقت نفسه دارت اشتباكات برية عنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وقوات "الجيش الحر" جنوب مدينة رأس العين.

لندن

في السياق، قال قائد اركان الجيش البريطاني الجنرال سير ديفيد ريتشاردز امس إن تدهور الأوضاع الأمنية والانسانية في سورية قد يجبر القوى الكبرى على دراسة خيارات التدخل العسكري.

واعترف الجنرال ريتشاردز في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بوجود مخططات عسكرية بريطانية يتم تحديثها باستمرار بشأن امكانية القيام بتدخل عسكري في سورية بالاشتراك مع الدول الحليفة وبالاخص دول حلف شمالي الاطلسي.

وكانت صحيفة "دايلي ستار صنداي" قالت أمس ان مقاتلات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني يمكن أن تقوم بدوريات في سماء سورية قريباً، في إطار خطة جديدة بينَ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقالت الصحيفة إن كاميرون "يعد لاستخدام سلاح الجو الملكي البريطاني من أجل فرض حظر على الطيران في جميع أنحاء سورية التي مزقتها المتاعب في محاولة لوقف القتل الجماعي"، وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأميركي الذي أٌعيد انتخابه لولاية ثانية الأسبوع الماضي "يدرسان أيضاً القيام بعمل عسكري في سورية وتسليح المتمردين رسمياً".

(الدوحة، دمشق، لندن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)