مازالت الأصوات تتعالى لإجهاض قانون جامعة للعلوم التطبيقية في مداولته الثانية بأعذار لم أستدل بها على سبب واحد مقنع يستحق الوقوف عنده، ومع هذا سنصبر على هذه الأصوات، ولنضع أهل الكويت أمام مجموعة من الحقائق:
1- عدد الجامعات في العالم قد تجاوز 17716 حتى بداية عام 2011.2- هناك ما يزيد على ستة آلاف جامعة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.3- عدد الجامعات في الدول العربية قد تجاوز 400 جامعة.4- عدد الجامعات في الوطن العربي قبل 40 سنة ثلاثون جامعة وجامعة الكويت كانت من ضمنها.ولتقريب الصورة ومن باب المقارنة سأمر على بعض بلدان الوطن العربي وعلى سبيل المثال:أ- عدد الجامعات في المملكة الأردنية الهاشمية 33 جامعة أغلبها حكومية.ب- عدد الجامعات في المملكة العربية السعودية 32 جامعة حكومية وأهلية، الحكومية منها 24 جامعة تضم 494 كلية بينما عدد الأهلية 8 تضم عشرات الكليات.هذه الحقائق إن لم تكن كافية لإنشاء جامعة ثانية تكون نواتها كليات التعليم التطبيقي فلن نرى أي جامعة ثانية ولا هم يحزنون، فهذه الحقيقة المؤلمة التي يحاول البعض أن يتجاوزها والإيهام بأنهم مع إنشاء جامعة "جابر للعلوم التطبيقية" خارج نطاق كليات التطبيقي بالالتفات إلى المادة الرابعة من القانون، تارة يباركون المشروع خارج نطاق كليات الجامعة، وتارة أخرى بأن تكون نواة الجامعة كلية التربية الأساسية لإفشال المشروع إرضاءً لبعض العيون!بالفعل قانون إنشاء جامعة "جابر" الذي ينطلق من كليات الهيئة قد أوجع البعض لذلك نرى الهجمة الشرسة عليه.ونوجه إلى أولئك الذين يسعون إلى وأد المشروع سؤالاً في غاية البساطة: هل هناك إمكانية لإنشاء جامعة ثانية ومن خارج كليات الهيئة خلال الفترة المتبقية من خطة التنمية، والتي تنص على إنشاء ثلاث جامعات حكومية؟ إن كانت الإجابة بنعم، فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!إجهاض قانون جامعة جابر للعلوم التطبيقية لن يخدم التعليم في الكويت، كما أن جامعة الكويت ستظل وحيدة للسنوات العشرين القادمة مادامت هناك قوى لا تؤمن بالتنمية من خلال التعليم، ولها مصالح مباشرة بعدم فصل التعليم التطبيقي عن التدريب بعد أن أيقنت بقدرة كليات الهيئة على تلبية العجز في قبول أبنائنا الطلبة من الخريجين.من المفارقات أن يكون لدى القطاع الخاص 15 جامعة يعمل منها على أرض الواقع 9 جامعات، والحكومة عاجزة عن إنشاء جامعة ثانية أغلب مكوناتها المادية والبشرية موجودة، لكنه عصر التنمية الذي يمشي بالمقلوب!والعجيب والمضحك أن يكون في فلسطين المحتلة 13 جامعة منها خمس في قطاع غزة، بينما نحن في الكويت نزايد على إنشاء جامعة جابر للعلوم التطبيقية... "اللهم لا حسد"!أخيراً:- "اللهم ارحم عبدك الحاج سمير سعيد ابن الكويت وصبّر أهلة"- وقف التحرشات المذهبية بين السنّة والشيعة لا يحتاج إلى قانون حتى يقف العقلاء متفرجين إلى هذا الحد.ودمتم سالمين.
مقالات
لعيونك ما فيه جامعة ثانية !
20-04-2012