تمام يا أفندم

نشر في 15-06-2012
آخر تحديث 15-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 أ. د. فيصل الشريفي عودة إلى سباق الرئاسة الذي لا يهم الشعب المصري فحسب، بل يهم الشعوب العربية قاطبة أيضاً، لما تمثله مصر من امتداد فكري وحضاري لكل الوطن العربي، ففوز أي من المرشحين لا يعني قبول الطرف الآخر بنتيجة الانتخابات فقط، ولكن الأهم من ذلك هو أن يعمل الرئيس القادم لكل مصر.

لأول مرة منذ أن بدأت الثورة زرت مصر المحروسة، فتجولت بين حارات الإسكندرية والقاهرة، «رحت الشارع، وشهدت الميدان، وقعدت على القهاوي»، وزرت جامعتي الإسكندرية وعين شمس، تكلمت مع «الغلابة»، وسمعت الدكاترة، وتعرفت على ماجدة وفاطمة وعبلة وعايدة وأحمد وهشام وفلان وفلان، «لقيت» همهم واحداً والمشاكل واحدة، الناس «غلابة عاوزين يعيشوا بحرية وكرامة ويحسوا بالأمان»، بعضهم يتغنى بأيام زمان، وبعضهم يلعن زمان وأيام زمان.

«الحكواتي لسه مش فاهم، واللي مجننه نتيجة سباق الرئاسة، وهو بيسأل ليه شفيق يا راجل؟ وشمعنى مرسي بتاع «الإخوان»؟ وليه حمدين وعمرو موسى بره؟ وليه الشباب مش عاوزين يسيبوا الميدان؟ وليه المجلس العسكري حاشر نفسه في كل حاجة؟ وليه يا مبارك كده مشيت وخلتنا لمين؟».

«كل ده وأكثر وحسرة تجر حسرة والحال نايم، والمستقبل مش عارفينه وفين يودي لفين»، لكن ومع كل هذا كان هناك واحد في آخر القهوة قام من مكانه، أظن حركه الحماس وروح الشباب، وفي لهجة تحد وكأنه يخطب فينا ويقول «مصر دي بتعاتنا مش حنخليها لوحديها حنرجعها جنة... وحنركع كل طاغوت، ومش حنسمح لفرعون ثاني يعيش ويتحكم فينا، واللي يفكر حنجيب مناخيره الأرض... ومهما كانت النتايج مرسي وإلا شفيق مش حتفرق إحنا عرفنا الميدان وعرفنا إزاي نجيلوه... وعرفنا نجمع بعضينا... وعرفنا مين عدونا ومين صديقنا... وحقنا مش حنسيبه ولو بعد مليون سنة».

لا أعرف لماذا في هذه اللحظة نسيت نفسي وسكت فترة، ولما شافني ساكت قال لي «تمام يا أفندم»... رديت عليه «تمام يا أفندم».

في النهاية... تأكدت أن الثورة المصرية نجحت، وأن الشعب المصري حي وقادر على وضع مصر على الطريق الصحيح، وعلى أن يعيد إليها الروح، فمصر غنية بكل شيء، فالعقول ورؤوس الأموال الموجودة فيها تحيي دولا.

عودة إلى سباق الرئاسة الذي لا يهم الشعب المصري فحسب، بل يهم الشعوب العربية قاطبة أيضاً، لما تمثله مصر من امتداد فكري وحضاري لكل الوطن العربي، ففوز أي من المرشحين لا يعني قبول الطرف الآخر بنتيجة الانتخابات فقط، ولكن الأهم من ذلك هو أن يعمل الرئيس القادم لكل مصر؛ لأقباطها ومسلميها، ولا يفرق بين المدينة والقرية، وأن يسعى ليكرس مفهوم الحريات واحترام حقوق الأقليات.

المرحلة القادمة تتطلب الكثير من العمل والتعاون ووضع الخطط القابلة للتنفيذ، فالإمكانات البشرية والمادية متوافرة ولا تحتاج إلا إلى قيادة صالحة تحقق لشعب مصر ما يتمناه.

«اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء إنك مجيب الدعاء».

ودمتم سالمين.

back to top