الحلول الأمنية في مثل هذه الظروف الاستثنائية، التي يمر بها بلدنا الآن، لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي حلول غبية، وفاقدة للمسؤولية، والكل يعلم أن المسيرات التي تتم سلمية، لكن بعض التصرفات من مسؤولي الأمن، بأوامرهم الخاطئة، أدت إلى توتر كان بالإمكان، عدم حدوثه، مما جعل الأمور تتفاقم ولو قليلاً، خصوصاً في ضاحية صباح الناصر والصباحية.

Ad

اتركوهم يسيرون المسيرات ليعبروا عن رأيهم... أليست تلك هي الديمقراطية؟

رأيت قبل أيام آليات للحرس الوطني متجهة إلى صباح الناصر! ووحدات القوات الخاصة، أصبحت خبيرة في شوارع صباح الناصر والصباحية، أما سأل نفسه من أمر تلك القوات: إلى من سيوجهها؟ ألا يوجد عاقل؟ ألهذه الدرجة تصل العقلية في من يسيرون الأمن؟

يا إخوان... يا مجلس الوزراء، يا قيادات "الداخلية" من الرتب العليا (أستثني اللواء الذكي العاقل إبراهيم الطراح)، خذوها من جندي قديم، ترى كل قراراتكم بشأن المسيرات خاطئة، والأفضل لصاحب القرار أن يحاسبكم جميعاً... أين أنتم والعقلية السياسية والأمنية أين؟

في أي مواجهة، يجب عليك أن تعرف أولاً من تواجه، وعلى هذا الأساس تبدأ في التفكير بخطة لمواجهة الموقف الحاصل. فإذا فرضنا، كما في مسيرات صباح الناصر والصباحية، أن من ستواجههم قوات الأمن هم مجاميع قليلة من الشباب، وأغلبهم مراهقون، فالحل هنا سهل جداً، ألا وهو وضع دورية مخفر عند بداية الشارع... دورية واحدة فقط تكفي، فأنت لا تتعامل مع مجرمين أو مجموعات شغب، أنت تتعامل مع شباب ذوي فكر سياسي، ويحتجون بطريقته الراقية على قرارات عدة أغلب الشعب يشاركهم الرأي في عدم ملاءمتها للبلد.

هناك مثل بدوي قديم يقول: "ما ينفع البُر نهار الغارة"، وقصته حسبما تداولها الناس أن رجلاً يمتلك فرساً، وكان يشح في تغذيتها بالأعلاف إلى أن ضعف حالها، فلما جاء وقت الغارة احتاج إلى الفرس فقام بتغذيتها بإسراف خلال يومين حتى تقوى وتنفعه في المواجهة أثناء الغارة. وبالفعل لما حدثت الغارة. كان الفرس ضعيفاً، ولم ينفع فارسه البخيل، بل إنه كاد أن يُقتل بسبب ضعف الفرس، وبطئه، مقارنة بغيره، بسبب فارسه الذي لم يغذه إلا قبل الغارة بقليل وفي نهارها.

وبمثل هذه الروايات، نتعظ، ونعتبر ونسأل الله أن يحفظ وطننا وأن يهدي ولاة أمورنا لما يحبه ويرضاه... وأن يرزقهم البطانة الصالحة.