أسير فلسطيني يرزق طفلاً من خلف القضبان
نجح في تهريب «نطفته» إلى زوجته خارج السجن
كشف نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل مساء أمس الأول، عن أول محاولة إنجاب للأسرى يكتب لها النجاح، بعد أن تمكن أسير يقبع خلف القضبان من تهريب "نطفته" إلى الخارج. وتأتي هذه المحاولة في ظل رغبة صامتة للإنجاب بالنسبة إلى غالبية زوجات الأسرى اللواتي حُرِمن أزواجهن بسبب الأسر، واللواتي يحلمن بالعيش كباقي الأمهات مع أطفال قبل بلوغ سن اليأس وأزواجهن في السجون. وأكد الأسير المحرر طارق عز الدين، مدير عام إذاعة صوت الأسرى، قيام عدد من الأسرى بهذه المحاولات أكثر من مرة في محاولة لتحقيق النجاح دون جدوى لأسباب طبية او أخرى، مبيناً أنه "رغم كل المحاولات التي فشلت سابقاً سنسمع قريباً عن أول مولود خرجت نطفته من داخل السجون بطريقة غير معلنة". بدوره، أكد مركز الأسرى للدراسات، وهو مركز ناشط للدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال في بيان صحافي تلقت "الجريدة" نسخة منه، أن "هنالك بعض المحاولات التي قام بها عدد من الأسرى، خاصة من ذوي الأحكام العالية المتزوجين بهدف الإنجاب وهم داخل السجون"، موضحاً أن السبب الرئيسي في فشل إمكانية الحمل هو موت الحيوانات المنوية أثناء السفر، وتعقيد عملية إخراج السائل المنوي من السجن، وعدم توافر درجة حرارة ملائمة للحيوانات المنوية لإبقائها حية حتى الزراعة. ولفت مدير مركز الأسرى رأفت حمدونة، عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، إلى أن الأسرى داخل السجون ناقشوا هذه القضية منذ نحو 12 عاماً من ناحية دينية واجتماعية وكذلك أبعادها، مبيناً أن الإشكالية الأساسية كانت تكمن في تساؤل المجتمع عن حمل زوجة أسير وهو في الاعتقال، الأمر الذي قد يحل ببلورة رأي عام يوضح للمجتمع أن الأمر مباح شرعا لو حفظت فيه الشروط كما وضحها علماء الشرع. ويعتبر علماء الدين أن الإنجاب للأسير وزوجته حق طبيعي، ولكن حينما يتعلق الأمر بإجراء عملية تلقيح صناعي، فإنه بحاجة إلى العديد من الإجراءات التي تضمن شرعية هذه الخطوة من خلال توفر شهود يؤكدون أن هذه النطف من الزوج إضافة إلى توفر شهود من اهل الأسير وأهل زوجته لإثبات شرعية الطفل وقطع دابر الشائعات. ودعا مركز الأسرى، إلى تكوين رأى عام يستبعد أي تساؤل عن حمل زوجة اسير تم تهريب الحيوانات المنوية من جانبه، والقيام بزراعتها بشهادة العائلة والأطباء. وحظيت هذه القضية باهتمام العشرات من الفلسطينيين الذين حولوها إلى ساحة للمناقشة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، إذ قال "مهند" وهو شاب فلسطيني عبر حسابه الشخصي: "كل الاحترام للأسير ولزوجته"، مضيفاً أن "أطفال الزنازين أقوى من أطفال الأنابيب"، بينما دعا آخر، إلى تحويل الموضوع إلى قضية رأى عام على مستوى الإعلام والمؤسسات الحقوقية للترحيب بهذه الظاهرة بشكل ايجابي.