يدعي ميت رومني أنه يعارض الرئيس أوباما في نقاط كثيرة من السياسة الخارجية. لكننا ننتظر حتى الآن سماع حقيقة تلك الاختلافات.

Ad

لم يكن مفاجئاً ألا يتضمن خطاب رومني حول الشؤون الخارجية يوم الاثنين تفاصيل كثيرة. لكن بشكل عام، بدا خطاب رومني أشبه بالخطابات التي كان أوباما يلقيها حين يسرد تفاصيل مبادراته الخارجية خلال السنوات الأربع الأخيرة.

تعهد رومني بتحذير قادة إيران من أن الولايات المتحدة وأصدقاءها وحلفاءها سيمنعونهم من اكتساب إمكانات لتصنيع أسلحة نووية. لطالما كرر أوباما الموقف نفسه، وقد فعل ذلك خلال خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة في الشهر الماضي، حين اعتبر أن الولايات المتحدة "ستبذل ما بوسعها لمنع إيران من تصنيع سلاح نووي".

قال رومني إنه سيعمل مع إسرائيل لزيادة المساعدات العسكرية والتنسيق بين البلدين. وقد فعل أوباما الأمر نفسه وفق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي أعلن في شهر يوليو أن "هذه الإدارة، في عهد الرئيس أوباما، تهتم بأمننا أكثر مما فعل أي طرف آخر في الماضي".

في الملف السوري، قال رومني إنه "سيحدد هوية أعضاء المعارضة الذين يشاركوننا قيمنا وينظمهم"، ثم سيعمل عن طريق الشركاء الدوليين في المنطقة لضمان أن يحصل هؤلاء الثوار على الأسلحة التي يحتاجون إليها. لقد فعل أوباما الأمر نفسه أيضاً. هذا الصيف، أفادت تقارير عدة أن أوباما وقّع وثيقة استخبارية تسمح بتقديم مساعدات سرية إلى الثوار السوريين. كانت المملكة العربية السعودية وقطر تدعمان الثوار بالأسلحة وفق توجيهات الولايات المتحدة.

في أفغانستان، أعلن رومني أنه سيعمل على ضمان "عملية انتقالية حقيقية وناجحة" تسمح للقوات الأفغانية بفرض الأمن في نهاية عام 2014. إنه تكرار حرفي لسياسة أوباما التي انتقدها رومني في السابق.

في ليبيا خصوصاً وفي الشرق الأوسط عموماً، وعد رومني بتوضيح أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب جميع الأشخاص الذين يسعون إلى الديمقراطية والحرية والازدهار، وأنها تقف ضد قوى التطرف والإرهاب مثل "القاعدة". قال رومني: "باختصار، إنه صراع بين الحرية والاستبداد". قبل لحظات على ذلك التصريح، كان رومني قد تحدث عن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي وعن الأحداث اللاحقة. تدفق عشرات آلاف الليبيين إلى الشوارع للتنديد بالإرهابيين الذين ارتكبوا ذلك الاعتداء وللتعبير عن دعمهم للولايات المتحدة. في ليبيا وفي أماكن أخرى، كان الناس يملكون فكرة جيدة عن موقف هذا البلد. قال رومني في تعليقاته التي سُجّلت سراً في شهر مايو إن الفلسطينيين "لا مصلحة لهم" في السلام مع إسرائيل، لذا اقترح التخلي عن عملية السلام حتى تغيّر ذلك السلوك. لكن كرر رومني في خطابه يوم الاثنين الموقف الذي اتخذه جورج بوش الابن وأوباما من قبله: لا بد من إقامة "دولة فلسطينية ديمقراطية ومزدهرة" تتعايش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

أوضح رومني: "في هذا الملف المحوري، فشل الرئيس". إنه أمر صحيح. لكن لا يختلف أوباما عن الرؤساء جونسون ونيكسون وفورد وكارتر وريغان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن، إذ لم ينجح أي منهم في إرساء سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط. لكني رصدتُ اختلافاً واحداً عن سياسات أوباما. تعهد رومني بزيادة ميزانية وزارة الدفاع. فهو وعد على وجه التحديد بأن يطلب من البحرية الأميركية بناء 15 سفينة جديدة سنوياً على أن تشمل ثلاث غواصات.

لنتجاهل للحظة واقع أن البلد لا يستطيع تحمّل كلفة هذا الإنفاق وأن البنتاغون لا يريد إقرار هذه الخطوة. ماذا ينوي رومني فعله بشأن هذه الأرصدة البحرية الجديدة وأنظمة التسلح الأخرى التي يمكن أن يشتريها ذلك الإنفاق؟ ما هي طبيعة المهمة المرتقبة؟ هل يريد إثبات أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة المتبقية؟ هل من إنسان لا يفهم هذا الواقع؟

لو لم يزعم رومني أن الإنفاق الحكومي لا يعزز الاقتصاد بأي شكل، كنتُ لأقول إن توسيع نطاق إنفاق البنتاغون يعكس برنامج التحفيز المبني على نظرية كينز. لا يعني ذلك أن السياسة الخارجية التي يطبقها أوباما مثالية. تتعدد الحالات التي كانت تستوجب منه قرارات مختلفة. لكني أتحدى أن يخبرني أحد بوجود أي اختلاف بين خطاب رومني وخطاب أوباما، سواء من الناحية العملية أو الفكرية.

يبدو أن الفرق الوحيد يكمن في أسلوب الخطاب. يظن رومني على الأرجح أن التحدث بلهجة عدائية يغير الأوضاع، لكن من المستبعد أن يُعجَب العالم بهذا الأسلوب.

* يوجين روبنسون | Eugene Robinson