الأغلبية الصامتة: خرس الفاكس
المشهد الغارق بالهزل والهزال لا يحمل داخل إطاره صورة «المهرول»، ولكنها تتضمن رؤوس المشايخ الذين وقفوا مع إطالة عمر زمن «مدسم الشوارب»، وحرّموا وبدّعوا كل أشكال الاحتجاج السلمي التي تنتمي إلى الإحساس بالكرامة، ورفض الظلم والفساد، وأخافوا الناس في دينهم بعد أن ربطوا كلمة (لا) بمخالفة ولي الأمر.
ها هو المهرول إلى قصر "مدسم الشوارب" يفرغ على المشهد الغارق بالهزل والهزال، المزيد من الكوميديا السوداء، بأن يكون الإنسان ضد نفسه، فينقض أقواله بأقواله وأفعاله بأفعاله.لقد مرغت المصداقية في أرض الكويت ألف مرة، فلا احترام ولا تدقيق ولا مخلص ينبه المهرولين بأن الخجل بات يخجل من تناقضاتهم، وأن ماء الوجه قد يحتبس متواريا تحت جلودهم من شدة التلون.بالأمس كان حساب أحد أحفاد أحفاد مبارك الكبير محرّما وسداً لا يجوز للرعاع التطاول عليه، واليوم اقتحم "المهرول" جدار الذرية برأسه، وحاسب الحفيد المباشر لمبارك الكبير على كل ما ليس له به علاقة بشخصه وصفته، مردداً عكس العبارات التي استعملها ضد أداة التفعيل وكل من استعملها.المشهد الغارق بالهزل والهزال لا يحمل داخل إطاره صورة "المهرول"، ولكنها تتضمن رؤوس المشايخ الذين وقفوا مع إطالة عمر زمن "مدسم الشوارب"، وحرّموا وبدّعوا كل أشكال الاحتجاج السلمي التي تنتمي إلى الإحساس بالكرامة، ورفض الظلم والفساد، وأخافوا الناس في دينهم بعد أن ربطوا كلمة (لا) بمخالفة ولي الأمر. لقد صمتوا اليوم ضد كل التوجهات المعلنة بمحاسبة نفس المنصب الرفيع، وهو رئاسة مجلس الوزراء، وخرست ألسنتهم وفاكساتهم عن ترديد نفس العبارات المعلبة لأن شاغل المنصب الرفيع تبدل ولم يعد صاحبهم القديم.لم يمض وقت طويل على كل ما حدث العام الماضي، ارجعوا إلى أرشيف الصحف كي تروا العجب، ولا فائدة من العناد في الدفاع عن شيء لا يستحق عناء الدفاع عنه، ففي الأمس تجسد التناقض على هيئة بشر ملؤوا الساحات قبل أشهر، وكل منهم قذف الآخر بكل ما يملكه من أسلحة فتاكة، وبعد صفارة الحكم بدل الفريقان كل شيء حتى "الفانيلات"، فمن كان صوته عاليا صمت ومن نافس البلابل في شدوها نعق في قاعة عبدالله السالم كالغراب.إن المؤمن عندما يشاهد الدنيا تتقلب أمامه بمشايخها وشيوخها ونوابها وكتلها وناسها لا يقول غير دعاء واحد "اللهم ثبتنا على الحق... اللهم ثبتنا على الحق".الفقرة الأخيرة:يا أغلبية لا ترفسوا نعمة الأغلبية واغتنموها لمصلحة البلاد والعباد، وتذكروا أن زر الإلغاء ليس ضمن أسلحتكم.