قد تكون الهند الدولة الأسرع نمواً في سوق الهواتف الجوالة في العالم، غير أنها تتسم بحالة عدائية بالنسبة إلى شركة أبل. وفي بلد يبلغ عدد سكانه 1.2 مليار نسمة ويشتري 15 مليون هاتف خلوي في الشهر سيطرت سامسونغ على 51 في المئة من حصة سوق الهواتف الذكية في الربع الثاني من هذه السنة، حسب مؤسسة المعلومات الدولية، في حين تقلصت حصة آي فون إلى 1.2 في المئة – أي إلى نصف ما كانت عليه قبل سنة.

Ad

وهذا ما جعل طرح آي فون 5 في الهند أخيراً مفاجئاً – وقد احتشد الناس في نيودلهي ومومباي وبنغالور في طوابير ساعات طويلة قبل الموعد المحدد في احتفالات محددة لهذا الغرض، وهو مشهد غير معتاد هناك. وتواجه شركة أبل تحديات خاصة في الهند، حيث يفضل المستهلك أن يكون هاتفه لاحق الدفع كما أن 70 في المئة من الهواتف الجوالة المباعة في ذلك البلد تكلف أقل من 100 دولار، ما يجعل بيع هواتف من دون مساعدة محبطاً، حيث يبدأ سعر آي فون 5 عند 845 دولاراً. والأكثر من ذلك لأن الأنظمة المحلية تمنع أبل من فتح متاجرها الخاصة فقد اضطرت الى العمل مع موزعين وطنيين واقليميين  ومحليين يحصل كل منهم على حصته.

ويقول تيم كوك: "أنا أحب الهند، ولكن نوع التوزيع المتعدد الطبقات هناك  يضيف الى تكلفة ايصال المنتجات الى السوق".

وقد حاولت الشركة في هذه المرة طريقة مختلفة. وحسب الوقت الحقيقي في الهند في صحيفة وول ستريت جورنال فإن أبل أبرمت اتفاقات مع شركتين كبيرتين للالكترونيات – انغرام ميكرو وريدنغتون – حققتا الدعاية، وتمكنتا من ايصال آي فون 5 الى الهنود بصورة أسرع من أي وقت مضى... بعد 42 يوماً على إطلاق الجهاز في الولايات المتحدة.

ويبدو أن الأسلوب الجديد نجح حيث نفد المعروض في المدن الثلاث، ما يشير إلى وجود ما يكفي من المشترين في الهند من القادرين والساعين إلى الجودة لتمكين أبل من الحصول على أكثر من موطئ قدم هناك.   

(دي ويت - مجلة فورتشن)