رأينا كما رأيتم ورأت الكويت كلها تداعيات استجواب النائب محمد الجويهل لوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، وتنوعت ردود الفعل من الصادقين بحب هذا الوطن بين "الله يرحمك يا عبدالله السالم"، و"رفقاً بالكويت"... فالأحداث الأخيرة تدمي القلوب، وتشمت بنا أعداء الديمقراطية، وكأن البعض يتعمد هذه الأفعال حتى نكون مثالاً سيئاً لمن ينتظر من ديمقراطيتنا أن تفشل فنكون عبرة لمن يريد لدكتاتوريته أن تستمر.

Ad

إن ألفاظا مثل "مطي"، و"لا تخليني أصعدلك"، و"كل تبن"، وغيرها مما يعف اللسان عن ذكره، أصبحت معتادة في قاعة المغفور له عبدالله السالم بمجلس الأمة، وأصبح الشعب يكافئ قائليها بإنجاحهم المرة تلو الأخرى، لأن ثقافتنا السائدة أصبحت "بو لسان طويل ما يوقفه إلا... بو لسان أطول منه".

ومنذ أن اكتشف النواب والمرشحون هذه المعادلة الرياضية الكويتية البحتة أصبحوا يتسابقون لتطبيقها وإضافة نكهاتهم الخاصة ولونهم المميز عليها، وأصبحت ثقافة عامة ساهم فيها الشعب كما ساهم فيها النواب، فالمواطن الذي رمى الحذاء في "قاعة عبدالله السالم"، هل كان سيرميه لولا أن الطبطبائي من قبل رفع حذاءه وكوفئ بإعادة انتخابه من الشعب الكويتي؟ وهل كان سيرفع حذاءه لولا الدفاع المستميت لحماية من كسر واقتحم مجلس الأمة؟

وفي الجهة الأخرى، من صوَّت لجويهل وأوصله إلى المجلس كي يكون حامل الراية وقلب الهجوم في الدفاع عن "الكويتيين الأصليين"، ما هو شعوره وقد أظهر الاستجواب أن صوت الطبل العالي يعود للفراغ الذي يحتويه؟ ومن صوَّت لشخير بعد استجدائه الشهير ونداءاته الرنانة هل سَرّه أن يقوم "الدكتور" بلعب دور "المتنمر راعي الفزعة"؟ فإن سرَّه ذلك فتلك مصيبة، وإن لم يسرّه فالمصيبة أعظم، فلقد أوصله ليس لما يمثله، بل لكلمة مثل "أنا بوجيهكم".

كأن المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم عبدالله السالم قد تنبأ بما سيحصل لنا الآن، عندما قال في افتتاح مجلس الأمة الكويتي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة لهم إذا جُهالهم سادوا

تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت

فإن تولت فبالأشرار تنقاد

وكررها ثلاثاً... ولم نتعظ.