أوباما يبدّل لهجته... فيتفوق على رومني في المناظرة الثانية

نشر في 18-10-2012 | 00:28
آخر تحديث 18-10-2012 | 00:28
No Image Caption
• الرئيس الأميركي ينجح في تفادي «فخ بنغازي» • المرشح الجمهوري يؤكد تفوّقه في الملف الاقتصادي

عدّل الرئيس الأميركي باراك أوباما الميزان الشعبي لمصلحته مساء أمس الأول، فبعد فشله في المناظرة الأولى ضد منافسه الجمهوري ميت رومني، استطاع عبر أدائه الهجومي حسم المناظرة الثانية لمصلحته.
تواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني مساء أمس الأول، في مناظرتهما التلفزيونية الثانية التي تميزت عن المناظرة الأولى بمزيد من الحدة في النقاش بين المرشحين للبيت الأبيض وبموقف أكثر هجومية من جانب الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته.

وسعى كل من المرشحين اللذين تواجها أكثر من 90 دقيقة بقليل في جامعة هوفسترا في هامستيد بولاية نيويورك (شرق) أمام مجموعة ضمت 82 ناخباً لم يحسموا خيارهم بعد، إلى دفع حججه بقوة بدون أن يتردد في مقاطعة خصمه في بعض الأحيان، واحتدم النقاش حول جميع المواضيع سواء الميزانية والضرائب، أو الطاقة أو الهجرة أو ليبيا وصولاً إلى الموقف حيال الصين.

وأظهر استطلاعان فوريان للرأي صدرت نتائجهما في غضون ساعة من انتهاء المناظرة تقدماً واضحاً لأوباما إذ اعتبر 46% من مجموعة استطلعتها شبكة "سي أن أن" التلفزيونية أن الرئيس خرج منتصراً من المناظرة مقابل 39% اعتبروا أن رومني انتصر. وفي تحقيق آخر أجرته شبكة "سي بي أس" تفوق أوباما أيضاً على رومني بـ37% مقابل 30%.

هجوم بنغازي

وأقبل أوباما على المناظرة مصمماً على الفوز لاستعادة التفوق على خصمه، ونجح في تسجيل عدة نقاط.

ولعل النقطة المحورية في المناظرة كانت الجدل حول الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي وأسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز في 11 سبتمبر الماضي.

واغتنم رومني طرح هذا الموضوع ليحاول تقديم الرئيس على انه ضعيف في السياسة الخارجية، مؤكداً أن استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط "تتداعى تحت أنظارنا".

ونظر أوباما مباشرةً إلى رومني لينقض اتهامات الجمهوريين للبيت الأبيض في هذه القضية، مؤكداً: "لا يمكن تحويل الأمن القومي إلى مسائل سياسية".

وقال بصرامة: "إن التلميح إلى أن أياً من أعضاء فريقي، سواء وزيرة الخارجية أو السفيرة لدى الأمم المتحدة، أياً كان من أعضاء فريقي يمكن أن يتعمد التسييس أو التضليل في وقت خسرنا فيه أربعة من مواطنينا، أمر مهين حضرة الحاكم".

رد رومني

في المقابل، سعى رومني عندها لاستعادة المبادرة فاتهم الرئيس بأنه تأخر كثيراً قبل أن يصف هجوم بنغازي بأنه "هجوم إرهابي" لكن أوباما رد وهو يحدق في عيني خصمه، مذكراً بأنه وصفه فعلاً بأنه "عمل إرهابي" داعياً رومني للعودة إلى نص تصريحاته.

وحين نفى رومني الأمر تدخلت الصحافية كاندي كرولي التي كانت تدير المناظرة لتؤكد أن الرئيس وصفه فعلاً كذلك بعد حصوله في تصريح أدلى به في حديقة الورود في البيت الأبيض.

الـ 47%

وفي مؤشر لاستعادة أوباما موقفاً هجومياً، استشهد هذه المرة بتصريحات رومني المثيرة للجدل بشأن "47% من الأميركيين يعتقدون أنهم ضحايا ولا يدفعون الضرائب"، بحسب ما جاء في تسجيل فيديو تم تسريبه عن حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية.

واتهم أوباما حاكم ماساتشوستس السابق منذ بدء المناظرة بأنه يريد دعم الأكثر ثراءً، مضيفاً: "يقول الحاكم رومني إن لديه برنامجاً بخمس نقاط، ليس لديه برنامج بخمس نقاط، برنامجه يقتصر على نقطة واحدة: التثبت من أن الأكثر ثراءً يمكنهم خوض اللعبة بقوانين مختلفة"، معتبراً أن "المسألة غير واضحة" بالنسبة للطبقة الوسطى.

الملف الاقتصادي

وتصاعد التوتر أكثر حين تطرق الخصمان إلى سياسة الطاقة فاتهم أوباما خصمه بأنه يريد السماح لشركات النفط بـ"تحديد سياسة الطاقة" في الولايات المتحدة.

وكان الموقف الأقوى لرومني حين انتقد الاقتصاد في عهد أوباما متهماً الرئيس بأنه أخفق في خلق وظائف بالسرعة المطلوبة وفي الحد من العجز في الميزانية.

وقال إن "السياسات التي طبقها (الرئيس) لم تسمح لهذا الاقتصاد بالنهوض كما ينبغي". كما اتهم أوباما في مسألة الديون. وقال: "انتقلنا من دين وطني قدره 10 آلاف مليارات دولار إلى دين وطني قدره 16 ألف مليار دولار، وإذا أُعيد انتخاب الرئيس فسوف يصل الدين الوطني إلى حوالي20  ألف مليار دولار"، مضيفاً: "هذا ما يضعنا على طريق شبيهة بطريق اليونان".

العلاقة مع الصين

كما احتدم النقاش بشأن الصين، حيث أعلن رومني انه سيتصدى للصين في مسألتي التجارة وتخفيض قيمة عملتها فاتهم أوباما خصمه الجمهوري بالاستثمار في شركات في الصين كانت سبّاقة إلى نقل وظائف إلى خارج الولايات المتحدة وقال له: "أيها الحاكم، أنت آخر من سيعتمد موقفاً متشدداً حيال الصين".

وحين سعى رومني إلى شن هجوم مضاد، سائلاً أوباما إن لم يكن صندوقه التقاعدي يتضمن استثمارات في اقتصادات مثل الصين، سخر منه الرئيس قائلاً: "إنني لا أدقق في صندوق تقاعدي، ليس بحجم صندوق تقاعدك. إنني لا أراجعه باستمرار".

ويتواجه المرشحان في مناظرة ثالثة وأخيرة الاثنين المقبل في فلوريدا (جنوب شرق).

(واشنطن ــــــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top