كيف جاءت مشاركتك في عضوية لجنة تحكيم المسابقة العربية لمهرجان القاهرة؟
أعتبر اختياري بمثابة تكريم لكل مبدعي الخليج، خصوصاً أنني الممثل الوحيد لهم في المهرجان. كذلك سعدت للغاية بهذا الأمر لأن المهرجان يعد الأعرق سينمائياً في الوطن العربي، فقد سبق وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجانات دولية عدة من بينها طوكيو وبرلين وفينسيا، وغيرها من مهرجانات عالمية وعربية أيضاً، لكن لمهرجان القاهرة مكانة خاصة وأعتبره بمثابة المؤسسة السينمائية الرئيسة لنا كسينمائيين عرب.كيف تقيم الدورة هذا العام؟بذل القيمون جهداً كبيراً على المهرجان لأجل خروجه بهذه الصورة، وبغض النظر عن الارتباك الذي حدث في جدول مواعيد الأفلام والندوات، فإن المهرجان قدم جرعة سينمائية جيدة للجمهور المصري ونجحت إدارته في اختيار مجموعة من الأفلام المميزة رغم اعتذار بعض صانعي السينما عن الحضور بسبب الأوضاع الأمنية. فلا ننسى أن هذه الدورة أقيمت في ظروف غير طبيعية وكنا نجلس في الأوبرا ونسمع أصوات الشباب في ميدان التحرير، ونزلنا إليهم أكثر من مرة لنخبرهم أن المهرجان يقف إلى جوارهم ويساندهم وأن السينما تعبِّر عنهم وعن فكرهم، لذا لا يمكن مقارنتها بأي دورة أخرى.ما هي الآلية التي منحتم على أساسها جوائز المسابقة؟كان أعضاء لجنة التحكيم من مختلف مجالات العمل السينمائي، وترأس اللجنة الفنان محمود عبد العزيز، صاحب الخبرة الكبيرة في مجال التمثيل. عملياً، اتفقنا منذ البداية على أن يتم تقييم كل فيلم بعد مشاهدته ومنحه درجات في مختلف فروعه على ان ننتهي منه بشكل كامل بعد مشاهدته. مثلاً، كان عبد العزيز يتحدث عن الجانب التمثيلي في حين يشرح السيناريست مدحت العدل ملاحظاته على السيناريو، وكل واحد من الأعضاء بحسب خبرته. هكذا كوَّنا رؤية متكاملة عن الفيلم وأبرزنا نقاط قوته ونقاط ضعفه.تحصل أحياناً اختلافات في ما يتعلق بالجوائز، فهل حدث ذلك بينكم؟كانت لغة الحوار بيننا سينمائية بامتياز. شخصياً، استفدت من آراء بقية أعضاء لجنة التحكيم في ما يتعلق بملاحظاتهم على الأفلام. لكن فعلاً واجهنا صعوبة في منح الجوائز للأفلام، خصوصاً أن لجنة المهرجان اختارت مجموعة من الأفلام العربية المميزة، فمن بين 17 فيلماً شاركت في المسابقة العربية لم نجد سوى عمل سينمائي واحد دون المستوى في حين استحقت بقية الأفلام الإشادة والتقدير، ما وضعنا في حرج كبير وحاولنا أن نكون منصفين في الجوائز الممنوحة عن اللجنة.كيف ترى الفارق في التجربة بين المشاركة في لجان تحكيم مهرجان القاهرة والمشاركة في المهرجانات السينمائية العالمية؟لكل مهرجان طبيعته الخاصة والمقارنة بينهم لا تجوز في هذا المجال. حتى إن المقارنة في ما بين مهرجانات السينما الأوروبية تكون غير منصفة. عموماً، يحمل مهرجان القاهرة الصفة الدولية التي لا يحملها غيره من مهرجانات عربية، ومهرجان دبي السينمائي على سبيل المثال لا يزال ينتظر منحه هذه الصفة رغم أن عمره اقترب من العشرة أعوام.ما تقييمك لطبيعة الأفلام العربية التي شاركت في المسابقة؟تعاني السينما العربية عموماً مشكلتين هما الإنتاج والحرية المتاحة، فنحن ما زلنا بحاجة إلى مساحة أكبر من الحرية كي يتمكن المبدعون من إطلاق العنان لأفكارهم وخيالهم السينمائي فتأتي تجاربهم معبرة بشكل حقيقي عن واقعنا المجتمعي، ونبتعد عن الأفلام التي لا تحمل مضموناً وتقدم قضايا لا أهمية حقيقية لها لدى المشاهد.كيف رأيت الأفلام التي شاركت في المهرجان وتناولت الربيع العربي؟قدم عدد من المخرجين تجارب سينمائية مختلفة ترصد الثورة المصرية والربيع العربي وتوثقهما بشكل عام، من بينها «الشتا اللي فات» الذي شاهدته للمرة الأولى في مهرجان فينسيا وشاهدته مرة ثانية في مهرجان القاهرة. لكن هذه الأعمال السينمائية تركزت على توثيق الأحداث بشكل درامي، ولم ترصدها من على بعد، وهو ما أعتقد أنه سيتم الانتباه له خلال الفترة المقبلة.ما رأيك في الفيلم الكويتي «تورا بورا» الذي شارك في المسابقتين الدولية والعربية؟أعجبت بمستوى الفيلم وحرصت على حضور عرضه في المهرجان والندوة الخاصة به، فهو يمثل مغامرة كبيرة بالنسبة إلى السينما الكويتية في أن تقدم فكرة معاناة أسرة التحق ابنها بحركة طالبان، فضلاً عن أن تنفيذه تم بجودة فنية عالية.ما هي الصعوبات التي تقف أمام مشاركة السينما الكويتية في المهرجانات الدولية؟السينما في الكويت بحاجة إلى بناء قواعدها، بمعنى تواجد الحرفيين المشتغلين بها من مساعدين مخرجين ومسؤولي إضاءة وديكورات واختصاصيين في مختلف المجالات بشكل أكبر، بالإضافة إلى إصدار تشريعات من مجلس الأمة خاصة بالسينما كي تنطلق نحو العالم الخارجي ويتحفز الشباب على المشاركة فيها، فضلاً عن ضرورة ابتكار تظاهرات سينمائية يمكن من خلالها عرض إبداعات الفنانين الشباب، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الأفلام المحلية.
توابل - سيما
عضو لجنة التحكيم في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة
10-12-2012