المتابع للشأن الثقافي في الكويت، يدرك تماماً أن الملتقيات الثقافية والفنية الخاصة، كانت على الدوام رافداً أساسياً ومكملاً لعمل المؤسسة الرسمية "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، والمؤسسة الأهلية "رابطة الأدباء الكويتيين". وانطلاقاً من هذا الفهم استضاف (الملتقى الثقافي) في جلسته مساء يوم الأحد 22 أبريل الفائت، وزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويمكن الوقوف عند عدد من الدلالات التي حملها اللقاء:

Ad

أولاً: يُسجل لهذا اللقاء كونه اللقاء الأول المباشر بين وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأعضاء ملتقى ثقافي خاص، يُعقد في منزل، ويمثل الشباب الكويتيين المشتغلين بالهم الإبداعي والثقافي الشريحة الأكثر فعلاً وحضوراً فيه.

ثانياً: شكّل اللقاء وصلاً واعترافاً طيباً ومهماً من لدن وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ليس بـ"الملتقى الثقافي" وحده، بل بعموم الملتقيات الثقافية الخاصة، كون "الملتقى الثقافي" يضم في عضويته أعضاء يمثلون ملتقيات كويتية زميلة.

ثالثاً: أكّد الوزير في بداية اللقاء، أن منطلقاته في ردوده على أي استفسار أو سؤال أو تمني إنما ستكون وفق ما جاء في الدستور الكويتي، وطبقاً للقوانين الكويتية المنظمة للعمل الإعلامي والثقافي.

رابعاً: كان واضحاً اهتمام الوزير بموضوع الوحدة الوطنية، وتأكيده في أكثر من ردّ بأن الوحدة الوطنية في الكويت تشكّل مراماً وهدفاً لا يمكن الحياد عنه.

خامساً: جرى اللقاء مباشراً وصريحاً وجريئاً بين الوزير الشاب وجمع من الروائيين والقصاصين والمسرحيين والسينمائيين والشعراء، وبما يمثل لقاءً مع مختلف المشتغلين بإبداع الأجناس الأدبية، وبالتالي وقوفاً من رأس السلطة الإعلامية والثقافية على واقع وهموم وطموح وتطلعات الشباب الكويتي المبدع والمثقف.

سادساً: حضر اللقاء وشارك في الأسئلة المباشرة المسؤولون عن المجلات والصفحات الثقافية والفنية في الصحافة الكويتية، ولقد جسّد هذا علاقة مباشرة وصريحة بين الوزير ومن يقوم بصنع والمشاركة في الحدث الثقافي والفني وتغطيته.

سابعاً: مثلما كانت هموم الساحة الثقافية الكويتية حاضرة في اللقاء، كان الهم العربي للمقيم المبدع والمثقف والإعلامي على أرض الكويت حاضراً ومسموعاً، عبر أسئلة الأخوة العرب الحاضرين للقاء وأجوبة الوزير الصريحة عليها.

ثامناً: بالدرجة ذاتها التي وقف بها الوزير على عوالم وهموم ومشاكل وطموح المبدعين والمثقفين على الساحة الثقافية والفنية في الكويت، استمع الحضور إلى صراحة دالة من الوزير على طبيعة العمل في وزارة الإعلام، وترابطها مع باقي الوزارات والمؤسسات في الدولة، وبما يحد من حرية حركتها.

تاسعاً: بدا واضحاً أن الوزير مهتم بشكل كبير وجدي بتطوير مجمل آلية العمل في تلفزيون الكويت، ليكون عصرياً وقادراً على جذب المشاهد الذي تتنافس على استقطابه المحطات الفضائية العربية والعالمية.

عاشراً: أجمع الحاضرون وثمّنوا للوزير تواضعه الجم، وقدرته العجيبة على التواصل الإنساني الحميم والصادق والبسيط مع الجميع، الصغير قبل الكبير.

حادي عشر: كان لافتاً انتماء الوزير الشاب إلى عالم التقنية الحديثة وتواصله معها من خلال متابعته لما يُكتب في الصحافة عبر التلفون النقال ومن خلال شاشة " الآي باد".

ثاني عشر: بدا واضحاً للحضور انفتاح آفاق وعصرية أفكار الوزير الإنسانية، وتفهمه لرتم اللحظة الراهنة وكونيتها، وإيمانه بمقولة "العالم قرية كونية".

ثالث عشر: كان الوزير صريحاً في رميه للكرة في ساحة المبدعين والمثقفين بتقدمهم بمقترحاتهم وأفكارهم إليه، وساعتها سيكون مسؤولاً عن متابعتها وإمكانية تنفيذها.

إن لقاء وزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله بأعضاء "الملتقى الثقافي" شكّل بمجمله سابقة ثقافية إعلامية طيبة، تصب في خانة المثقف والثقافة في الكويت، وتحسب للوزير والملتقى.