منظور آخر: مرافقنا الترفيهية... تحتضر

نشر في 06-05-2012
آخر تحديث 06-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان نتكلم عن الكويت بحب وكثير من الشغف ونطلب من الجميع أن يزوروها، لأننا نحبها ونراها الأجمل، لكن حين يلبي أحد نداءنا ويزور الكويت نصدم بالطامة الكبرى أن الكويت بلدٌ غير سياحي، وأن منشآتنا ومقاصدنا الترفيهية في طور الاحتضار.

تأسست شركة المشروعات السياحية عام 1976 ومن أهم أهدافها منذ تأسيسها، تقديم الخدمات الترفيهية والترويحية لكل مواطن ومقيم على أرض الكويت، وبالفعل قامت بإنشاء العديد من المشاريع كالجزيرة الخضراء، ومجمع أحواض السباحة، وأبراج الكويت، وحديقة النافورة، ومنتزة الخيران، أغلب تلك المشاريع عفى عليها الدهر وربما مرّ على تأسيسها ما يقارب الثلاثين عاماً، ولا ننسى المدينة الترفيهية المشهورة بألعابها البالية والقديمة وأعتقد أنها تعاني أعراض الشيخوخة.

هذه المشاريع كانت ممتازة في الثمانينيات لكن في 2012 تعتبر قديمة ومتهالكة، حيث إن العالم كله يتطور ويبتكر مدناً كاملة للترفيه بتقنيات بالغة الحداثة إلا نحن، ناهيك عن أن الشواطئ عندنا في الكويت تعاني تلوثاً صارخاً بالإضافة إلى انعدام النشاطات البحرية.

حتى حديقة الشعب الترفيهية التي تم تجديدها في التسعينيات عندما تدخلها الآن تشعر أنها مثيرة للشفقة.

لا نمتلك أي مرفق ترفيهي أو سياحي حديث تم تشييده منذ ما يقارب 13 سنة أو ربما أكثر، علما أن مؤشر تطور أي دولة يقاس بمدة تطور وسائل ومنشآت الترفيه وتشجيع السياحة بها. ولا شك أن انعدام وسائل الترفيه والتسلية هو سبب هروب الكويتيين في كل إجازة إلى أي دولة حتى إن كانت خليجية.

كل الدول تقوم بتشجيع إقامة الحفلات الغنائية على مدار العام في حين اقتصرت الحفلات عندنا في شهر فبراير، وكل العالم طور السياحة الداخلية ويعمل على تشجيعها وتنشيطها في حين تجد التدهور يحول دون وجود أي سياحة في الكويت.

لو شجعنا المستثمر الأجنبي على القيام بمشاريع ضخمة تنعش السياحة في الكويت لأصبحت الكويت واحدة من الدول الأكثر جذبا للسياح بسبب موقعها المميز، لكن انشغال مجلس الأمة بالانتقامات الشخصية وتضييق الحريات حال دون الانتباه إلى مرافقنا السياحة!

لقد بدأنا سنوات تطورنا مبكراً مقارنة بالدول الصديقة... وبدأنا في التدهور مبكراً حينما تطور الآخرون مع كل أسف!

قفلة:ـ

يؤسفني خوف الوزراء والمسؤولين من الاستجوابات، الذي حال دون تأديتهم لواجباتهم على أكمل وجه خوفاً من فقدان الكرسي، تعساً لهذا الكرسي الذي غيّر الكثير من القناعات لدى أشخاص كنا نحترمهم!

back to top