قاتل الله الغرور

نشر في 01-11-2012
آخر تحديث 01-11-2012 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي بعد أن أعلن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، في كلمة جامعة مانعة مراسيم ضرورة تحتمها ما وصلت إليه البلاد، للأسف الشديد، من أوضاع، قاد إليها وافتعلها بعض أبناء الوطن ممن طغت مصالحهم الآنية فوق مصالح البلاد وأهلها، من أمن وأمان ورخاء أسبغه الله عليها وعلى المقيمين فيها، واتخذ سموه، حفظه الله، بشجاعة وجرأة نادرة قراراً تاريخيا ندعو الله أن يحقق للكويت حياة ديمقراطية فيها الكثير من العمل والإنجاز, ونتجاوز فترة زمنية علا فيها الصراخ وغطى على التطور والنمو. بعد كل هذا كنا نتمنى أن يعلن الجميع السمع والطاعة لسمو أمير البلاد, وإن كان هناك خلاف حول مراسيم الضرورة فليكن التعبير عنه بطريقة حضارية بعيداً عن الشارع، تحفظ للكويت شبابها وسلامتهم، سواء رجال الأمن أو المشاركون في المسيرة.

 لكم هو مؤلم ما يقوم به بعض أبناء هذا الوطن الغالي عن فهم وإدراك أو عدمه من شق للصف، وتعكير للأمن، وإشاعة للهلع بين المواطنين بمن فيهم الأطفال, وكم تألمنا عندما رأينا الخوف في عيون أطفالنا وهم يتساءلون بهلع: هل عاد الغزو مرة أخرى؟ ونتساءل معهم: ألم يخطر ببال أحدهم أن ما يقومون به هو ما كان يسعى صدام حسين إلى تحقيقه بجيشه الجرار من إشاعة الخوف وتفريق أبناء الكويت وشق صفهم، فكان أن تصدى له أهلها وقيادتها صفاً واحداً بلا استثناء، فأجبر العدو على الفرار بعد أن رد الله كيده في نحره، فانسحب مدحوراً يجر أذيال الخزي والعار، لكن الوضع الآن مختلف، فمن يقوم بإيذاء الوطن هم بعض أبنائه ممن لا نشك في حبهم وولائهم للكويت. متى يدرك هذا البعض أن الشعب الكويتي قد ملّ التأزيم والشتم والتخوين واختراع البطولات الوهمية, واستخدام مفردات وشعارات لا معنى لها، فماذا يعني شعار "كرامة وطن"؟ هل يعني أن من لم يشارك في المسيرة من الشعب الكويتي لا كرامة له؟ وماذا يعني شعار "لن نركع" فمن طلب منكم الركوع أو السجود إلا لله رب العالمين؟  ولم يكتفِ البعض برفض خطاب سمو الأمير، وما جاء فيه، بل أعلن مقاطعته للانتخابات القادمة ترشيحا وانتخاباً، ويسعدنا أن نقول لهم "جزاكم الله خيراً، كفيتم ووفيتم، فأعطوا الفرصة لجيل جديد يحمل الراية ويواصل السير نحو آفاق جديدة من التطور والبناء،  خدمة لهذا الوطن وأهل".  ونتمنى ألا يتخيل بعضكم أن تمتلئ الشوارع بالجمهور الذي يهتف مطالبا إياكم بالعدول عن التنحي والمقاطعة، وظن أن سيناريو المظاهرات التي شهدتها شوارع القاهرة بعد تنحي الزعيم جمال عبدالناصر بعد نكسة حزيران عام 1967 قد تتكرر أمام منزله, بل أنا على يقين أن أغلب الشعب الكويتي قد ردد بصوت واحد المثل الكويتي القديم والواقعي "دفعت مردي والهواء شرقي" مع التأكيد أن الألقاب لا تشفع لصاحبها، فقد لقب صدام حسين بقائد الأمة، ولقب معمر القذافي بأمين الأمة، ولكن ذلك لم يشفع لهما، وقال الشعب كلمته.  ونتساءل: هل يعقل أن يكون من بين أبناء الكويت من يسعى إلى إشعال فتنة ومواجهة بين شباب الوطن من قوات أمن وشباب ساحة الإرادة؟ ومن سيتحمل الذنب في حالة لا سمح الله سقط جرحى ومصابون من الطرفين؟ ومن أجل ماذا يحدث ذلك من أجل كرسي لا يدوم؟ ما أرخصه من ثمن أن نضحي بشباب الكويت من أجل كرسي لم نعطه حقه من عمل طوال عقود ضاعت وسط عاصفة من الصراخ والعويل.

قسما بالله إن التاريخ لن يرحم من يمسّ الكويت وأمنها بسوء من أجل مصالح معينة, ونقول كفاكم غروراً وكبرياءً، واتركوا الساحة لجيل جديد بعيداًعن وصايتكم، لا تحاولوا إقناعنا بأن ما تقومون به هو من أجل الكويت وأهلها، فليس هناك ما يدل على ذلك، بل العكس هو الصحيح, ويكفينا عبرة ما حدث في الدول من حولنا, لا تتركوا الغرور يقودكم إلى سوء المنقلب، فكفاكم هذا التناحر الذي أدخل البلاد في أتون صراع وتمزيق بين أهل الكويت نعفّ عن ذكر مفرداته.

فالكويت كانت وستكون إن شاء الله دائما  للكوييتين المخلصين من أبنائها بقيادة أسرة كريمة كانت وستبقى محل حب وتقدير.

غمزة: شاهدنا إفطار الأغلبية في ساحة الإرادة في أمسية الوقوف بعرفة, وفي اعتقادي أن كمية الطعام وتنوعه يكفي لإطعام حي كامل في القاهرة, وقريتين في الشام, ومدينتين في اليمن, وإقليم كامل في الصومال وعليكم بالعافية.

وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top