بينما لايزال دعمه هو السند الأساسي للنظام السوري في مواجهة المعارضة المسلحة على الأرض والدبلوماسية الدولية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، خلال "المؤتمر الصحافي الكبير" الأول الذي يعقده منذ تسلّم ولايته الرئاسية الثانية، أن بلاده غير قلقة على نظام الرئيس بشار الأسد بل على مستقبل سورية.

Ad

وقال بوتين: "نحن قلقون بسبب ما يجري هناك حالياً، نحن ندرك أن هذه العائلة في السلطة منذ 40 سنة، وطبعاً فإن التحولات لابد منها. ما يقلقنا هو مستقبل سورية". وأضاف: "نحن بكل بساطة لا نريد أن تطارد المعارضة الحالية بعد تسلم السلطة، السلطةَ الحالية، التي ستتحول إلى معارضة، ولكي لا تصبح هذه عملية بلا نهاية". وتابع: "يهمّنا طبعاً موقع روسيا الاتحادية في المنطقة".

وأوضح الرئيس الروسي: "نحن ندعو إلى البحث عن خيار لتسوية الأزمة ولمنع استمرار الحرب الأهلية وانهيار الدولة. أعتقد أن الاتفاق على أساس الانتصار الحربي غير صحيح ولن يكون فعالاً".

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن روسيا لا تعترف بـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، ولكنها مستعدة للعمل معه.

وقال لافروف في حديث إلى قناة "يورونيوز": "ليس هناك من ضرورة للاعتراف أو عدم الاعتراف بأحد، فنحن نعمل مع جميع الأطراف من دون استثناء، من الذين يمثلون تيارات المعارضة السورية".

ولكنه أضاف: "في الوقت نفسه نحن سنعمل، نحن مستعدون للعمل، مع الائتلاف الوطني وأي هيكلية أخرى قد تظهر على الساحة السياسية من جانب المعارضة"، مشدداً على أن "الأمر لا يكمن في الاعتراف أو عدمه، بل في دفع الجميع في الاتجاه نفسه".

وعن الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، قال لافروف إنه "لا يوجد أي فائزين، إنها حرب تدمير متبادل وهناك أمور فظيعة تجري في المخيم وحوله. إنهم يحاولون جر الفلسطينيين إلى النزاع الداخلي".

ميدانياً، شن المقاتلون المعارضون أمس، هجمات على حواجز للقوات النظامية السورية في إحدى بلدات محافظة حماة (وسط) لقطع طريق إمداد هذه القوات المتجهة إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن تعرض مناطق عدة منها زملكا (شرق) وحرستا (شمال شرق) وداريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية في فترة ما بعد الظهر، بعدما شمل القصف صباحاً مناطق الغوطة الشرقية.

وفي داريا التي يحاول النظام السيطرة عليها، أفاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وفي مزارع رنكوس، قال المرصد إن مقاتلين معارضين سيطروا على نقطة حدودية مع لبنان.

(موسكو، دمشق ــــــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)