• كيف ترى الأداء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى السلطة؟
- أداء الجماعة ليس مشجعا، والأحداث الأخيرة التي وقعت في ميدان التحرير، عندما صدر الإخوان ميليشياتهم لقمع معارضيهم، مؤسفة، فالأولى أن يدرك الإخوان أن القوى السياسية الموجودة شركاء في الوطن، وليسوا أعداء لهم.• هل تقصد أن لـ»الإخوان» جناحاً عسكرياً؟- لا، جماعة الإخوان ليس لها تنظيم عسكري بالمعنى المفهوم، لكن عندها فرق كشافة، تتلقى من التدريب ما يؤهلها لمثل هذه الأعمال، ومن بين أهم إمكاناتها حمل السلاح.• البعض يتحدث عن مساعدة أميركا لمرسي للوصول إلى مقعد الرئيس، ما رأيك؟- هذا صحيح، أميركا ساعدت «الإخوان» في وصول مرسي إلى الحكم، لتأمين مصالحها في المنطقة، وأهمها إقناع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بالتوصل إلى صيغة تفاهم مع إسرائيل.• هل ستكون الجماعات الجهادية عائقا للرئيس مرسي خلال فترة رئاسته؟- بالتأكيد، إلا إذا عمل على استيعابها بشكل حقيقي، لا كما يفعل الإخوان حالياً مع السلفيين، فالإخوان يحاولون إقناع السلفيين بأنهم يطبقون شرع الله، في حين أن مرسي أكد مدنية الدولة، لذلك أتوقع صداما قريبا بين التيارين على خلفية الموقف من تطبيق الشريعة، وهو صراع ظهرت بوادره مع صدور مسودة الدستور.أزمة سياسية• كيف تنظر إلى الأزمة الأخيرة بين مرسي والقضاة؟- من وجهة نظري أن مساعديه هم الذين ورطوه في أزمة إقالة النائب العام من منصبه دون سند قانوني، كما أن القوى السياسية خذلته رغم أن الإقالة كانت في الأساس مطلب القوى السياسية.• هل تعترض على هيئة مستشاري الرئيس ومساعديه؟ - بالتأكيد، فما خلفية رئيس حزب النور السلفي عماد عبدالغفور السياسية لكي يُعين مساعداً لرئيس الجمهورية؟ وكذلك المستشارون ما خلفيتهم السياسية؟ اللهم إلا قليل منهم، ممن درسوا سياسة ولم يعملوا بها، فاختيارات الرئيس كانت إرضائية أكثر منها مبنية على اختيار الكفاءات.• من المسؤول عن حالة الاستقطاب الحالية في المجتمع المصري؟- الكل شارك في صناعتها، وخصوصا جماعة الإخوان، التي بدأت في تصنيف المجتمع، بأن المخالف لها في الرأي كافر، من خلال الزج بالسلفيين في تلك المعارك التي ستؤدي في النهاية إلى تقسيم المجتمع.تيار مترهل• ما تقييمك للتيار السلفي الجهادي الموجود الآن في مصر؟- تيار مترهل، تقوده مجموعة لا تعلم عن مبادئ السلفية الجهادية شيئا، فمثلا محمد الظواهري ورغم أنه صديق لي فإنه يتصرف بحماقات تضر بالسلفية الجهادية أكثر مما تنفعها، فكل صلته بالجهاديين تنحصر في انه شقيق أيمن الظواهري، الرجل الأول في تنظيم القاعدة، فلا علاقة تنظيمية له بـ»الجهاد» ولا غيره، فمثل هذه الشخصيات بتصريحاتها غير المسؤولة رسخت في الأذهان أن الجهاديين هم من قاموا بعملية رفح ضد الجنود المصريين، في حين أن التكفيريين هم الذين قاموا بها، فعقيدة الجهاديين عدم تكفير المؤسسات الأمنية، أو إباحة دمائهم.• لعل هذا هو سبب هجومك على رموز التيار السلفي في الفترة الأخيرة؟- نعم، أنا أعترض على أسلوب الدعوة التي يتبناها أصحاب هذا المنهج، فأمثال محمد حسان وحسين يعقوب لم يقدموا شيئاً للدين إلا ثلاثة أشياء: جمع التبرعات، ولا أحد يعلم في ما تنفق، والدعوة إلى تعدد الزوجات، وترسيخ مبدأ عدم الخروج على الحاكم.• هل الجهاديون يتبعون تنظيم القاعدة فكريا وتنظيميا؟- فكرياً فقط، وليس تنظيميا، فتنظيم القاعدة هلامي، فقائد التنظيم الحالي أيمن الظواهري ليست له علاقة بالتنظيم إلا باعتباره رمزاً للتنظيم فقط، ولا سلطان له على المجموعات الشبابية التي تعمل في العديد من البلدان.
دوليات
أمير تنظيم الجهاد الإسلامي نبيل نعيم لـ الجريدة•: الشريعة محور صراع وشيك بين «الإخوان» والسلف
25-10-2012