«هدنة» بين أوباما ورومني تطغى عليها «النكات»
مناظرة ثالثة في فلوريدا الاثنين تتمحور حول الشؤون الخارجية
لزم المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية هدنة قصيرة في المعركة الانتخابية الجارية بينهما، وذلك بمناسبة عشاء خيري تقليدي فاخر أقيم أمس الأول، حيث سخر الرئيس باراك أوباما من "غفوته" خلال المناظرة الأولى، بينما هزأ ميت رومني من سجل الرئيس لإيجاد وظائف.وفي عشاء آل سميث ميموريال دينر الذي يقام سنويا في نيويورك، بدا الرئيس الاميركي والمرشح الجمهوري وكأنهما زميلان ولو ان جو المرح بالكاد أخفى المنافسة الشديدة بينهما، قبل 18 يوما فقط على موعد الاستحقاق الرئاسي.
واستهل رومني كلامه بالسخرية من ثروته عندما قال انه من الجيد انه يرتدي مع زوجته آن، التي كانت لافتة في فستان باللونين الأبيض والأسود، ثياباً للمنزل.وتابع رومني الذي كان كلامه أكثر حدة قليلا من تعليقات أوباما، ان الرئيس المنتهية ولايته لديه شعار جديد بعد صدور بيانات إيجابية حول الوظائف هذا الشهر "أنتم افضل حالا الآن مما كنتم عليه قبل اربعة أسابيع". وأضاف ان ولاية الرئيس باتت في اشهرها الاخيرة، وان اوباما الذي يعتبره بعض المحافظين اشتراكيا، ينظر حوله الى الحضور من الأثرياء وهو يقول لنفسه "لم يعد لدي سوى القليل من الوقت لإعادة توزيع كل هذه الأموال".كما هزأ رومني من وسائل الاعلام التي يرى عدد كبير من الجمهوريين أنها منحازة الى اوباما. وقال: "دوري ان أحدد أفقا إيجابيا لمستقبل البلاد، ودورها ان تعمل كل ما بوسعها حتى لا يعلم به أحد".أما أوباما، فبدا بانتقاد ذاتي عندما أشار انه اظهر حماسة اكبر في المناظرة الثانية الثلاثاء، مقارنة بأدائه الكارثي قبل ذلك بأسبوعين. وضحك قائلا: "لقد نلت قسطا وافرا من الراحة بعد الغفوة الطويلة الممتعة في المناظرة الاولى"، قبل أن ينتقل للسخرية من ثروة الملياردير الجمهوري الذي بدأ مسيرته كمستثمر، حيث قال: "لقد ذهبت للتسوق في بعض متاجر وسط المدينة بينما ذهب الحاكم رومني لشراء بعض متاجر وسط المدينة". كما لم يوفر الرئيس بابتسامته العريضة المعروفة رومني، إذ استعرض مجدداً جولته في الخارج التي زخرت بالهفوات، فقال إن البعض اعتبره من المشاهير في عام 2008 لكثرة ما هو معروف في الخارج.وأشار الرئيس الأميركي الى ان معدل البطالة البالغ 7.8 في المئة هو في أدنى مستوى خلال ولايته الرئاسية، قبل أن يضيف "لا نكتة لدي هنا، بل ظننت أنه من المفيد أن أذكر الجميع".لكن، وكما هي العادة خلال العشاء الذي يقام تكريما لذكرى سميث، الحاكم السابق لنيويورك والكاثوليكي الاول الذي يترشح للرئاسة في عام 1928، تبادل أوباما ورومني الثناء حول دور كل منهما كرب أسرة ناجح.وقبل النكات، جلس أوباما امام جون ستيورات مقدم برنامج "ذي دايلي شو" الساخر، ونفى ان تكون إدارته ردت "بشكل ملتبس" على الاعتداء على السفارة الأميركية في بنغازي.إلى ذلك، سيتواجه أوباما ورومني في مناظرة ثالثة في فلوريدا بعد غد الاثنين، للتباحث في الشؤون الخارجية، في حين قال الرئيس انه يتطلع لمواجهة المرشح الجمهوري حول العراق.(نيويورك - أ ف ب)