منظور آخر: العلاج بالخارج على ناس وناس !
كلنا نرى ونشاهد تجاوزات كثيرة ومثيرة للجدل بالنسبة إلى العلاج بالخارج، ومن المفترض أنه مخصص للحالات الخطيرة والأمراض التي لا علاج لها في الكويت، فما يحدث على أرض الواقع لا يعكس الهدف النبيل من وراء توفير الدولة للعلاج بالخارج لمن تجد أن وضعه الصحي يستدعي ذلك. فهناك من يملك "واسطة" قوية كنائب "ملسون" عرف بسلاطة لسانه، وأجده يتردد على كثير من الوزارات ليخدم أهله وربعه وأبناء دائرته، وهذا الأمر متفش لدى زمرة من النواب الفاسدين أخلاقيا، إذ إنهم يقدمون خدمات الدولة وكأنهم يملكون قلما سحريا يقول لكل معاملاتهم القانونية وغير القانونية، نعم "شبيك لبيك واسطتك تشفع لك كل ممنوع".
فيسافر المرضى الذين يعانون صداعاً خفيفاً وألماً بأصابع القدم أو ربما نفرة على الأنف للعلاج بالخارج، ومع كل مريض أربعة أو خمسة مرافقين لتسليتهم، وجزء كبير من هؤلاء الأشخاص ميسورو الحال، ولكن طالما يملكون "الواسطة" والنائب السحري فلا ضير من السياحة المرضية على ظهر الدولة و"شيل يا ولد"!وكم هو مؤسف ومؤلم أن نشاهد من يعاني أمراضا خطيرة وآلاما مبرحة ترفض طلباتهم لعدم معرفتهم بأي من النواب السحرة أصحاب القلم السحري لتوقيع أي شيء!وأبسط مثال هو ما حدث للرامية الكويتية شهد الحوال التي حصدت ميداليات وألقاباً مهمة، وحققت المركز الأول في كثير من البطولات المحلية والعربية والعالمية، أصيبت شهد بالديسك بسبب الرماية، ولكنها أصرت على رفع اسم الكويت عالياً في المحافل الدولية وحضرت بطولات، وحققت فيها مراكز متقدمة إلى أن ساءت حالتها مؤخراً.هل تعلمون ماذا حدث لها بعد أن رفعت اسم الكويت عالياً وضغطت على صحتها وتسامت على آلامها الجسدية حتى لا تخذل الوطن، كافأتها الكويت برفض علاجها بالخارج، ورفضت من قبل وزارة الداخلية الجهة التي تعمل فيها ولجنة العلاج بالخارج! يجب على الأقل أن يعامل الرياضي الذي شارك في محافل دولية وليس محلية فقط معاملة عادلة، ويتم تقدير التضحيات التي يقوم بها، ويتم الاهتمام به صحياً على أعلى مستوى، فالكويت لم تعودنا أن تخذل أبطالها مع كل أسف!إصرار شهد على تمثيل اسم الكويت جعل حالتها تسوء أكثر، وبالإضافة إلى الديسك امتد الموضوع لتصبح الفقرات متحركة وضاغطة على عصب الرجل اليمنى، وتحتاج إلى عملية مهمة وصعبة ومكلفة ليتم تثبيتها بالبراغي.من المعروف أن الرياضي لا يكافأ بمبالغ مادية مجزية، ولكن حين يتم إجحاف حقه وعدم الاهتمام بصحته التي ضاعت أثناء ممارسته لهذه الرياضة، فنحن في موقف ظالم ومؤلم، ولا تستحق شهد أن تخذلها الكويت لأنها شرفتنا على مدى سنوات، أم أن الرماية تعتبر في آخر قائمة اهتمام الدولة؟قفلة:فوجئت صديقة إماراتية أثناء زيارتها للكويت، بعدم احترام أي من المواطنين أو حتى المقيمين لقانون عدم التدخين في المجمعات، واستاءت من عدم احترام الأشخاص للافتات التي تمنع التدخين، مؤكدة أهمية فرض غرامة مادية كما الوضع في الإمارات الشقيقة للحد من هذه الظاهرة، ومنا كالعادة للمسؤولين "النائمين" عن القانون.