وصلنا القاع لو بعد؟

نشر في 02-09-2012
آخر تحديث 02-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عبدالله العنيزي لو أخذنا شريط فيديو يصور الحياة في الكويت بكل ألوانها السياسية والاقتصادية والبرلمانية وغيرها، وأعدنا ذلك الشريط إلى ما قبل خمس سنوات من الآن لوجدنا أن مشاكلنا وأوضاعنا لم تتغير كثيراً, ثم أعدنا الشريط إلى ما قبل عشر سنوات ثم خمس عشرة سنة وهكذا، ثم قمنا بتقديم الشريط إلى يومنا هذا أي عام 2012 لهالنا ما نراه.

فالأوضاع والمشاكل غدت أسوأ مما كانت، والتعليم في تدهور مستمر والصحة ومستشفياتها حدّث ولا حرج، أما الازدحام المروري والحوادث فتتحدث عنها السيارات المحطمة على جانبي الطرق في كل مناطق وشوارع البلاد, ونسمع أنين تلك الأرواح التي زهقت فيها والدماء التي سالت عليها, ولا تعرف من تسبب في اغتيالها, أما طلبات الإسكان وما آلت إليه فقد دخلت أعدادها منظومة "غينس".

وأعتقد أننا سندخل بأحوال النظافة وانعدامها الماراثون الدولي للفوز بالميدالية الذهبية أو البرونزية على الأقل, أما الصراع الأزلي بين الحكومة ومجلس الأمة فقد أصبح الرحى التي تطحن الوطن بين حجريها, وهنا يلح على البال التساؤل المؤلم: "لماذا" وصلنا إلى هذه الحال المتردية في ظل مداخيل نفطية فلكية وميزانيات تحتاج إلى آلات حاسبة متطورة؟ هل هو تخاذل أو عجز وعدم قدرة أو عدم مبالاة وازدراء للوطن وأهله؟ ولماذا أصبحنا في نهاية الركب بعد أن كنا في المقدمة في كل شيء بلا استثناء؟

وأنا على يقين بأن هناك بعض الإخوة والأصدقاء من سيقول، اكتب ما تشاء، وانتقد واصرخ وليكتب من يشاء، ولتتحدث الدواوين بما تشاء، ولكن "قد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي"، ولكني على يقين بأن هناك من تملأ قلبه الحياة، وهناك من يقرأ ويسمع ويرى ولكن! وهناك من سيقول "عمك أصمخ".

ولكني أيضا على ثقة بأن هناك من يسمع دبيب النمل... ولكن! لكم هو مؤلم أن نصل إلى مرحلة لم نعد نتمنى فيها التقدم والبناء بقدر ما نتمنى وقف هذا التدهور والانحدار والوهن الذي أصاب أركان الدولة، وهذا يدفعنا إلى التساؤل "وصلنا القاع لو بعد؟".

***

- تخيل أن من نعم الله على الإنسان أن وهبه عقلاً لا حدّ له في الإبداع والتفكير والخيال والابتكار واكتشاف الكون بكل أبعاده, وقد كان لنا نحن العرب السبق في الخيال الثقافي تمثل بقصص وروايات "ألف ليلة وليلة" بشخصياتها وطلاسم سحرها، فغدت تراثا عالمياً يلهب خيال الشعراء والكتّاب والفنانين, أما في وقتنا هذا فقد ابتعدنا عن مسرح المنافسة، وذلك لعدة أسباب لعل أهمها الجدل العقيم بين كل مكونات المجتمعات العربية والإسلامية، حيث أصبح العلم هو المجال الأوسع، فتجاوزنا غزو الفضاء، فلم يعد كوكب المريخ وما يحتويه بعيدا عنا، أما القمر فقد أصبح جاراً لنا, وتتوالى الاختراعات التي قد لا يستوعبها حتى الخيال, لا نريد أن نشطح بعيداً، ولكن لنتخيل بلدنا الغالي الكويت، وقد أقامت جسراً معلقاً بلوحة فنية يبدأ من منطقة الأبراج إلى رأس السالمية وعلى جانبيه تقام مقاهٍ ومطاعم وأسواق سياحية راقية.

- تخيل "منطقة كاظمة" وقد تحولت إلى منتجع سياحي وسكني بفلل جميلة مطلة على البحر بمنظر جميل، وبارتفاعات مختلفة وحدائق رائعة.

- تخيل شوارع الكويت بدون حوادث.

- تخيل مناطق الكويت خضراء ونظيفة أيضاً.

- تخيل لو أن الحكومة أعطت امتيازاً لإحدى الشركات الصينية لإنشاء مدينة صينية على مساحة ملايين الأمتار لبيع صناعاتها التي يذهب المواطنون إلى الصين لشرائها.

- دولياً تخيل العالم بدون "أميركا" أي بدون "إخوان رايت", ولا "بيل غيت" ولا "فاست فود" ولا دولار أخضر، ولا حتى "غزوة مانهاتن".

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top