الفريج الذي نحن بصدده اليوم لا يحمل اسماً متفقاً عليه، لكنه فريج قديم سكنته مجموعة من العوائل الكويتية الكريمة منذ نهاية القرن التاسع عشر وله خصوصيته، ولذلك لم يكن باستطاعتي أن أضمه إلى فريج القضيبي المجاور له من الغرب. وقد أطلقت مجتهداً اسم فريج "العاقول والسدر الأربع" على هذا الفريج، الذي يمتد من موقع المستشفى الأميري وقصر هاشم النقيب غرباً، الى قصر دسمان شرقاً، ودوار البركة وفريج العوضية جنوباً، أما من الشمال فتحده نقعة الغيث ونقعة المعتوق ونقعة دسمان.

Ad

بالنسبة لأرض المستشفى الأميري، التي تحتل جزءاً كبيراً من أرض هذا الفريج، فإنها كانت أرضاً وبيتاً للنوخذة والطواش صالح جاسم المسباح (توفي رحمه الله في عام 1928)، الذي تملكها في عهد الشيخ مبارك الصباح، ثم باع ورثته ربعها للحكومة لبناء المستشفى الأميري، والربع الثاني اشتراه التاجر حسين بن علي آل سيف، والربع الثالث اشتراه الشيخ صباح الصباح (صباحين)، والربع الأخير تحولت ملكيته إلى التاجر حمد الصقر، وأهدت أسرة الصقر الأرض للحكومة عندما قررت الدولة بناء المستشفى الأميري.

 من المعالم الرئيسية لهذا الفريج وجود منازل عديدة لأبناء أسرة الصباح كقصر دسمان، وبيت الشيخ فهد السالم، وبيت الشيخ عبدالله الأحمد الجابر، وبيت الشيخ صباح الصباح (صباحين)، وبيت الشيخ محمد الجابر الصباح، وبيت الشيخ عبدالله الجابر الصباح، كما توجد مبانٍ أخرى مهمة كمنزل الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو، الذي اشتراه لاحقاً التاجر يوسف أحمد الغانم، وديوان الشيخ خزعل، الذي اشتراه الشيخ عبدالله الجابر واتخذه مسكناً له ثم تحول ليصبح متحفاً رسمياً للدولة بعد تثمينه. ومن المعالم الأخرى ديوان الملا صالح بن محمد الملا، وهو ديوان كان يرتاده العديد من شيوخ الكويت في ذلك الوقت بسبب العلاقة الحميمة بين الملا صالح وشيوخ الكويت، وثلاث مدارس بجانب بعضها، وهي مدرسة المتنبي، ومدرسة الخنساء وروضة المهلب (الروضة هدمت وفي مقرها بني مركز أبحاث وعلاج مرض السكر)، إضافة إلى مدرسة المطوعة فاطمة علي المسباح، ومدرسة الملا محمد المسباح.

 وتوجد في هذا الفريج أيضا نقعة المعتوق، ونقعة بن غيث، ونقعة دسمان، وعمارة حجي أحمد الأستاذ، ومبنى الاعتماد البريطاني، وسكن الممرضات، والسينما الشرقية، وحوطة ملك أسرة العبدالرزاق، وحوطة الحربان، وحوطة محمد أحمد أمين (الملقب بأمين سنجر).

يقول الأستاذ أنور عبدالله النوري (المولود في العاقول عام 1940) في كتابه "في مرابع الذكرى" إن أمين سنجر بنى حوطته في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان البناء على النظام العربي التقليدي القديم، لكنه زوده بتمديدات للمياه والصرف الصحي، مضيفاً "وربما كان هذا أول منزل في الكويت استخدم فيه دُش الاستحمام".

وإليكم أسماء مجموعة من العوائل التي سكنت هذا الفريج، واستطعت تجميعها من عدة مصادر: النوخذة والطواش صالح جاسم المسباح، صقر الجبر الغانم، أحمد الغانم الجبر، الشيخ عبدالله الجابر (كان بيته على البحر وله ديوان، ثم اشترى ديوان الشيخ خزعل)، الشيخ حمود السلمان الحمود، الشيخ محمد الجابر الصباح (ابن أخ الشيخ مبارك)، الشيخ صباح الصباح (صباحين)، الشيخ فهد السالم الصباح، خليفة الغنيم (لديه حوطة ملاصقة للسدر الأربع)، هاشم النقيب (اشترى منزله لاحقاً الشيخ أحمد الجابر ومن بعده الشيخ عبدالله الأحمد الجابر)، خليفة الشلال، ناصر السنعوسي، بودي، الشيخ عبدالله النوري، صدّيق العوضي، يوسف النصرالله، يوسف الدويري وابناه صالح وفهد (تحول البيت الى سكن لموظفي دائرة المعارف)، سلطان السالم وأولاده، محمد صالح أحمد الفارسي، إبراهيم ويعقوب الشطي، الملا صالح الملا وأبناؤه، المعتوق (ولهم نقعة)، بورسلي، أحمد الهندي وابناؤه، النوخذة طاحوس بن شدّيد، سيد يعقوب الرفاعي وأبناؤه، عائلة القبندي (وكان بيتهم يطل على البحر مباشرة)، عبدالله الفودري، إبراهيم العدساني، إبراهيم الدحيم، الملا عيسى المطر، عبدالملك النوري، عبدالله بوطيبان، جاسم المسباح المريخي، محمد المسباح المريخي، نوح صالح المسباح، إبراهيم سعود المسباح، عامر محمد المسباح، عبدالله محمد عامر المسباح، خالد مسباح المسباح، ناصر مسباح المسباح، الملا محمد مسباح المسباح، ومحمد الطريقي، وبيت الفلاح، وبيت النصف، وبيت عباس قبازرد.

* * *

ملاحظة: في تعليق على ما نشرته في الحلقة السابقة حول فريج العثمان، وصلني تصحيح من ديوان أسرة العبدالجليل الكريمة يفيد بأن نقعة العبدالجليل ظلت ملكاً لعائلة العبدالجليل، ولم تخرج عن ملكيتها الى أسرة أخرى حتى وقت التثمين، ماعدا الربع القبلي الذي اشتراه التاجر غانم العثمان، أما بخصوص منازل العبدالجليل فقد تم تثمينها على الدولة التي هدمتها وبنت في موقعها مدرسة عمر بن الخطاب.