يبدو أن الأعياد عمرها من عمر البشر، فعند كل الأمم على تنوع أعراقها ومعتقداتها وموروثها الثقافي أيام خاصة يتم الاحتفال بها تخليداً لذكرى أو إحياء لطقس ديني، والتاريخ يحدثنا أن الإغريق والروم والفرس والعرب والفراعنة والصينيين والهنود كانت ولا تزال لهم أعياد للحصاد والأرض والموتى والحيوانات والشمس والقمر، ولكل ما يخطر وما لا يخطر على بالك!

Ad

والكل سعيد وفرح بهذه الأعياد والطقوس والشعائر المصاحبة لها حتى إن رآها أصحاب الثقافات والمعتقدات الأخرى ضرب من الهبل والخبل، فالعقل والمنطق لا شأن لهما بمثل هذه الأمور، بل هما براء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لكن من يهتم لأمر العقل والمنطق إن حضر الموروث؟!

وقد خطر لي قبل أيام أن أستعين بالعم "غوغل" ليبحث لي عن غرائب الأعياد في العالم، فوجدت عددا من المدونات والمنتديات قد تطرقت لمثل هذا الأمر، فأحببت أن أنقلها لكم في هذا المقال كاستراحة خفيفة بعيدا عن صخب السياسة وغثها وغثائها، وبطبيعة الحال، لأني ناقل للمعلومة ليس إلا، فإنني لا أجزم بصحتها مئة في المئة، لكن لطرافتها وخفتها رأيت من المؤنس والظريف نقلها لكم.

ولنبدأ بالهند، الذي يقام فيه عيد للألوان تقوم فيه بعض النساء برمي بعض بالألوان التي تدعى "الجولال" وذلك تمجيدا لقدوم فصل الربيع، ويقوم الهنود بهذا الطقس أو التقليد ليحميهم من أمير الفيشونو الذي يقوم بحرق الأشخاص في محرقة كبيرة!

أما في إسبانيا، فيجتمع آلاف الإسبان ليقذف بعضهم بعضا بالطماطم في عيد يدعى "توماتينا"، وهو يشبه إلى حد بعيد عيد الماء في تايلند "سونكران" لكن التايلنديين يتقاذفون الماء بدلا من الطماطم!

وفي روسيا، يقام احتفال ضخم يدعى "الملاكمة الحرة"، حيث يتصارع فيه الشباب دون قواعد تبعا لتقليد قديم حيث كان المقاتلون لا يتركون الحلبة دون أن تتلطخ أجسادهم بالدماء من الضرب الذي تلقاه كل منهم!

أما في اليابان، فهناك عيد لجلب الحظ والسعادة، حيث يجتمع جميع الرجال، وتلف خاصرتهم منشفة باستثناء رجل عار تماما يتم البحث عنه كي يجلب الحظ والسعادة لمن لمسه!

في تايلند، يتم جمع 600 قرد لتقام لها وليمة من الفواكه والخضروات تبلغ ما يقارب من 3000 كغ في يوم صيام "راما"، وهو القائد الذي تقول الأسطورة إنه كافأ ملك القردة بوليمة مماثلة لتحالفه معه ووقوفة الى جانبه!

وفي إيطاليا، يقام مهرجان لقذف البرتقال تخليدا لذكرى تمرد شعبي حدث في القرن الثالث عشر, حين خرج المواطنون ليرموا حاكمهم بالبرتقال احتجاجا على سوء إدارته للبلاد!

كانت هذه بعض غرائب الأعياد حول العالم، أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بقراءتها، عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.