عسى أن تكرهوا شيئاً...

نشر في 23-06-2012
آخر تحديث 23-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي كان قرار حل مجلس الأمة الحالي قاسياً على الشعب ومفاجئاً، ولم يكن في الحسبان، ومع الاحترام والتقدير للقضاء النزيه فإن ما حدث يجرنا إلى علامات استفهام كثيرة، وإن افترضنا قانونية الحل ومواءمته القانونية وتكييفه الدستوري... فإن ذلك يثير سؤالاً مهماً حول قرار الحل السابق للمجلس السابق، وبعدها الانتخابات الفائتة. ألم نر جميعا الرئيس السعدون يقر بصحة قرار الحل السابق ودستوريته؟ أنا لا أشك في كفاءة السعدون ومعرفته القانونية بالدستور، لكني أشك في القرار وآلياته وبنوده ومواده. كيف يحل مجلس أمة بإرادة شعبية وبتضامن من سمو الأمير مع إرادة شعبه الوفي، ثم تُجرى انتخابات جديدة يخرج منها أقوى مجلس أمة في تاريخنا البرلماني لتتكون أغلبية نيابية هدفها خدمة البلد ومواطنيه، ثم قبل واحدة من أهم جلساته، يتم حل المجلس بغطاء قضائي؟! تحدثت مع أحد القانونيين، وسألته عن قرار الحل ففاجأني بقوله إنه هو شخصياً لو كان مكان القاضي لما حكم بغير هذا القرار! "طيب كيف... فهمني"؟! أوضح لي أن الأحكام القضائية تستند إلى المادة الفلانية والمادة العلانية، وقد تبين أمام القاضي أن مواد القانون تؤيد حل المجلس، لوجود خطأ إجرائي في قرار حل المجلس السابق، وبوجود هذا الخطأ أصبح لا مناص من إلغاء الحل وعودة المجلس السابق، واعتبار المجلس الحالي كأن لم يكن! إذن القضاء لا ذنب له، واتضح أن المشكلة برمتها كانت تكمن في الخطأ الإجرائي الذي واكب القرار! أيضا هنا أطرح سؤالاً آخر: مرسوم الحل السابق ألم يعرض على مستشارين قانونيين للتأكد من صياغته القانونية؟ والله هذا السؤال مهم جداً، ولكن من يجيب؟! أيضا سؤال مهم آخر: ما مدى وجود وحيثية مجلس 2012 في تاريخ البرلمان الكويتي؟ هل سيكتب في التاريخ إنه في عام 2012 حدثت انتخابات وجاء مجلس أمة جديد، ومن ثم تم حله بخطأ إجرائي؟ هل سيعتبر النائب الجديد في مجلس 2012 نائباً سابقاً بالقانون أم يعود إلى وظيفته قبل المجلس و"يا دار ما دخلك شر"؟! وهل سيكون للنائب الجديد في المجلس المنحل راتب تقاعدي كأي نائب سابق؟ وهل سيكتب في التاريخ أنه كان نائباً بمجلس الأمة؟ والأسئلة كثيرة في هذا الوضع غير المسبوق في تاريخ الكويت البرلماني. لكن هناك نواب جدد، لا أملك إلا أن أقول لهم "بيض الله وجيهكم"، فمن سينكر عطاء وأداء الطريجي والداهوم والعدساني والمناور واليحيى وعمار ومرداس والدمخي والدلال والمطر وغيرهم، فقد ظلم نفسه قبل أن يظلمهم، وأنا طبعا أتحدث عن النواب الجدد أما الوزراء فقد أثبت المويزري أنه رجل مناسب في مكان مناسب، و"بيض الله وجهه" عموماً. يقول الله "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"... وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
back to top