بصقة الجويهل ونصرة الياسين!

نشر في 15-05-2012
آخر تحديث 15-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 حمد نايف العنزي ما قام به النائب محمد الجويهل في جلسة الخميس الماضي من شتم وبصق على زميله النائب حمد المطر أمر لا يمكن قبوله حتى من قبل أكثر المدافعين والمتحمسين له ولأطروحاته. ورغم أننا لا نعلم تفاصيل ما حدث والأسباب التي دفعته إلى القيام بذلك، فإنه في كل الأحوال قد قام بتصرف أهوج وأرعن يستحق عليه الإيقاف الذي صدر عليه من قبل المجلس مدة أسبوعين عن حضور اللجان والجلسات.

الجويهل لم يقدم لنا بسلوكه هذا أي مفاجأة فشخصيته واضحة للجميع وهو لا يتخفى تحت أي ستار للفضيلة والأخلاق، فهذا أسلوبه منذ عرفناه، وما قام به يتناسب مع الفكرة السائدة عنه كشخص استفزازي يرى الآخرين أقل منزلة منه في كل شيء، لذلك، لم يكن مستغرباً أن تصدر منه تلك البصقة، فقد كان يبصق على وحدتنا الوطنية كل يوم طوال السنوات الماضية، وللأسف الشديد كان يجد من يصفق له مع كل بصقة جديدة، حتى بلغ عدد المصفقين ثمانية آلاف مصفق وصل عن طريقهم إلى مجلس الأمة، وهو الحلم الذي داعب مخيلته طويلاً منذ أن قال قولته الشهيرة "خلونا ناكل معاكم"!

لكن حادثة البصق على سوئها كشفت لنا "مواهب" العديد من النواب في بذاءة اللسان، وأنهم بمزيد من الممارسة والتدريب يستطيعون التفوق على الجويهل وعشرة منه في السب والشتم والنزول بمستوى الحوار تحت قبة "عبدالله السالم" إلى مستوى ما دون السر! فواحد ينعته بالحيوان، وآخر يريد "تطشير مخه"، وثالث يطالب بإجراء "فحصين" له ويغمز للجميع بأن يفهموا ما يقصد بذلك!

كل هذا يحدث في جلسة منقولة تلفزيونياً يشاهدها الصغير والكبير، فوا أسفاه على هذا المستوى المتدني الذي وصلنا إليه إن كان هذا هو مستوى الخطاب بين من يظن الناس أنهم خيارهم، فما الذي يجرى بين عامة الناس وما مستوى التخاطب هناك؟!

الواقع أن هناك انحداراً أخلاقياً في مجتمعنا "المحافظ بطبيعته" نعيشه اليوم دون أن يعترف به أحد، والأمر لا يخص النواب وحدهم، فما هم الا مرآة عاكسة لمجتمع يتجه نحو الهاوية على الصعد كافة، ومن يقول بغير ذلك يخدع نفسه قبل أن يخدع الآخرين، والأيام المقبلة ستشهد انحداراً أكبر، وسنرى بلا شك معركة قادمة تستخدم فيها العصي والطفايات بين نواب الأمة التي اختارتهم ليمثلوها، حقاً... خير تمثيل!

***

الشيخ الفاضل جاسم مهلهل الياسين قدم لنا نموذجاً "رائعاً" لما يمكن أن تجري الأمور عليه في الدولة الدينية، فقد دعا قبل أيام إلى ربط النائب محمد الجويهل بسارية العلم في مجلس الأمة وإقامة حد شرب الخمر عليه! وقال في "تويتر": "نصرة لله، ولأخي حمد المطر ومن انتخبه من أهل الكويت، استأت عندما "سمعت" ما حدث بالأمس في مجلس الأمة، فنصرة لله ولأهل الكويت على وجه العموم و"أبناء الحركة الدستورية على وجه الخصوص" اقترح الآتي:

1– يربط من أساء لمجلس الأمة بسارية علم الكويت في مجلس الأمة تعزيراً.

2 – يقام عليه حد شرب الخمر.

3 – تقام عليه دعوى قضائية من جمعية المحامين.

4 – يتولى وجهاء ديوانيات الكويت نداء لنبذه اجتماعياً". ثم ختم كلامه بالقول: "أرجو أن أكون قد "نصرت" الأخ العزيز د. حمد المطر، وما عندي أكثر!".

فضيلة الشيخ بنى حكمه الشرعي على "سمعت" فقط ومن طرف واحد، دون أن يعرف تفاصيل الحادثة من الطرفين ودون تثبت، وما همه سوى الانتصار لابن من أبناء "الحركة الدستورية" التي ينتمي إليها.

تخيلوا، مجرد تخيل، أن يتولى الشيخ وجماعته زمام الأمور في البلد، هل يستطيع أحدكم أن يفتح فمه بوجه "إخواني" دون أن تصفعه "النصرة المباركة" لأحد أبناء الحركة؟!

الحمدلله على النعمة التي نعيش فيها، حقاً وصدقاً... الله لا يغير علينا!

back to top