فتحت اللجنة العليا للإشراف على الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، صناديق الاقتراع، مساء أمس، لبدء عمليات الفرز، بعدما أنهى نصف الناخبين المصريين، عملية التصويت في الجولة الأولى من الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، في 10 محافظات، بمشاركة نحو 26 مليوناً من إجمالي 51 مليون ناخب يحق لهم الإدلاء بأصواتهم.

Ad

وبينما أدلى الرئيس مرسي بصوته في لجنة مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين، شرق القاهرة، تفقّد رئيس الوزراء هشام قنديل مقرات عدد من اللجان الانتخابية للاطمئنان على سير الاستفتاء، في حين أدلى كل من المرشحين السابقين للرئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى بصوتيهما في الاستفتاء بـ"لا"، مطالبين الناخبين بالتصويت ضد الدستور.

وجرت عملية الاستفتاء في عشر محافظات هي القاهرة، والإسكندرية، والدقهلية، والغربية، والشرقية، وأسيوط، وسوهاج، وأسوان، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، تحت إشراف قضائي بمعرفة قرابة 7 آلاف من أعضاء الهيئات القضائية المختلفة، إلى جانب عدد من رجال القضاء والنيابة العامة وسط عناصر التأمين المشاركة من القوات المسلحة داخل 176 لجنة عامة و4930 مركزاً انتخابياً و6723 لجنة فرعية.

انتهاكات

وتعددت أشكال الانتهاكات والتجاوزات، التي شهدها عدد من اللجان، من بينها تأخر فتح بعض اللجان في محافظات القاهرة والدقهلية والإسكندرية والشرقية، فضلاً عن غياب عدد من القضاة رصدته المنتظمات الحقوقية في 26 لجنة على الأقل، ورصدته جبهة "الإنقاذ الوطني" التي تضم القوى المدنية المعارضة، كاشفة أن بعض المراقبين من منتحلي صفة القضاة، تم تحرير محاضر ضدهم في كل من القاهرة والإسكندرية وعدد من محافظات الصعيد، فيما حررت غرفة عمليات "التيار الشعبي" محضراً ضد رئيس لجنة بالسنبلاوين -محافظة "الدقهلية"- بعد اكتشاف أنه أمين سر بمحكمة وليس قاضياً.

ورصدت غرفة عمليات حركة شباب 6 ابريل عدة تجاوزات انتخابية بمنطقة مدينة نصر وعدد من المدارس واللجان الانتخابية بالقاهرة، ففى مدرسة صدقى سليمان لجنة 40. 41 قالت الحركة إنه لا يوجد باللجنة كشوفات الناخبين من بعد حرف ك، ولم يتمكن الناخبون من التصويت.

 وبينما رصدت غرفة عمليات "نادي القضاة" 130 بلاغاً بأوراق انتخابية غير مختومية، و80 بلاغاً بالدعاية المخالفة، تلقت غرفة العمليات التي شكلتها لجنة الحريات بنقابة المحامين لمتابعة الاستفتاء عدداً من الشكاوى، وقال منسق لجنة الحريات طارق إبراهيم لـ"الجريدة" إن لجنة مدرسة مصر الجديدة الثانوية بنات التي كان يدلي فيها الرئيس السابق حسني مبارك بصوته مغلقة، نظراً لأحداث قصر الاتحادية، كما أن مدرسة الثانوية الصناعية بمدينة نصر لا يوجد بها قوات للشرطة لتأمين الناخبين".

وأضاف إبراهيم "إحدى الناخبات حررت محضراً ضد رئيسة لجنة الجامعة العمالية بمدينة نصر، بعد رفض القاضية الكشف عن هويتها للناخبة، لافتاً إلى أن غرفة العمليات تلقت أيضاً شكاوى بأن المشرفين على الاستفتاء بأسيوط أساتذة جامعات وليسوا قضاة".

وتقدم المرشح الرئاسي السابق خالد علي ببلاغ ضد قاض مشرف على لجنة بمدرسة ليسيه الحرية بحي المعادي، اتهمه فيه بفتح صندوق الاقتراع بعد تصويت عدد من الناخبين، وذلك لختم أوراق الاقتراع بما يعد مخالفاً للقانون.

لجان مغلقة

في المقابل، وبينما أعلنت وزارة الصحة المصرية 7 مصابين من جراء الازدحام والاحتكاكات بين المقترعين، تعهَّد عمرو دراج القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لـ"الجريدة"، بإعادة فتح الحوار بين الإخوان المسلمين والقوى السياسية، في حال تقارب نتائج الاستفتاء على الدستور، لتعديل المواد الخلافية".

وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، التي شهدت مواجهات دامية مساء أمس الأول، بين السلفيين مؤيدين ومتظاهرين معارضين للدستور، حيث رصد عدد من التجاوزات كان أبرزها استخدام عدد من السلفيين لمساجد تابعة للدعوة السلفية في الدعاية للتصويت بـ"نعم" بالمخالفة للقانون، فضلاً عن غياب القضاة عن بعض اللجان.

يذكر ان الرئيس محمد مرسي غير محل إقامته من مدينة الزقازيق، التابعة لمحافظة الشرقية (90 كلم من القاهرة)، إلى قصر الاتحادية الرئاسي، حيث أدلى بصوته في لجنة مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين، المخصصة لرئيس الجمهورية، بحكم مسكنه في القصر الجمهوري،
مصر