من يعيد الثقة للبدون؟!

نشر في 11-05-2012
آخر تحديث 11-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 أ. د. فيصل الشريفي على مر عقود من الزمان وإخواننا "البدون" يعانون التسويف بقضيتهم تلو التسويف بوعود وردية تارة وسوداء تارة أخرى، ومع هذا لم ينفد صبرهم، فلله درهم من مواطنين محبين لبلدهم الكويت.

لا أعلم لماذا هذا التسويف المتعمد لقضيتهم التي مر عليها عشرات السنين سوى أن الحكومة لا تريد حلها وقد أعانها في ذلك كل المجالس المتعاقبة، ويبدو أن العدوى أصابت أيضاً المجلس الحالي، كما أن لجنة "البدون" هي الأضعف مقارنة مع لجان المجلس الآخرى، فلا خارطة لعملها تتوافق والأهداف التي أنشئت من أجلها.

ما يزعج في قضية "البدون" هو التهافت عليها قبل كل انتخابات بحيث لا يخلو منها أي برنامج انتخابي بوعود تسبقها الأيمان لاستدراج أكبر عدد من الأصوات ممن يتعاطفون معهم، لكن الحال يتبدل بمجرد إعلان النتائج!

فحتى هذه اللحظة لم نر جهداً صادقاً من أي طرف ينهي معاناة هذه الفئة التي اكتوت بنار الغربة داخل الوطن، فكلٌ يرمي الكرة في ملعب الآخر دون إحراز هدف يرجح هذا الفريق أو ذاك ليؤجل فيها الحكم المباراة وليبقى الجمهور، وهم "البدون"، ممنوعاً من المشاهدة.

جولات مكوكية وتصريحات لرئيس الجهاز "لا تسمن ولا تغني من جوع"، واجتماعات للجنة "البدون" هي الأخرى لا طعم لها ولا لون، يعقبها اعتذار لا لعدم قدرتهم على إيجاد الحلول، ولكن اعتذارات وتبريرات لما دار في اللجنة من سوء فهم بين أعضاء اللجنة من جانب ورئيس الجهاز من جانب آخر.

أهم المشاكل التى يعانيها أبناء تلك الفئة هي عدم قدرتهم على إيصال صوتهم إلى الشارع الكويتي فحتى "ساحة تيماء" الترابية محرم عليهم دخولها، لأن هناك من يستكثر عليهم حق الاعتصام والتظاهر السلمي لا لشيء إلا لكونهم "بدوناً"، فماذا لو كان الاعتصام يقوم به بعض من المواطنين الكويتيين لأي سبب... هل كانت حكومتنا ستصادر هذا الحق؟!

السكوت والانتظار من قبل حكومتنا لن يحل المشكلة ولن ينهي معاناة الكثير من أبناء هذه الفئة، فالحلول الترقيعية والتضييق عليهم بهذه الصورة لن يرضي الله ورسوله، ولن يرضي أصحاب القلوب الحية، ولا يليق بدولة مثل الكويت تنصر المظلوم فانتصر لها رب العرش في محنة الغزو العراقي الغاشم حتى تقاطر لها القريب والبعيد فى واحدة كانت وستظل أسطورة في فم الزمن... فهل يعي المسؤولون أهمية هذا الملف والانتصار للمظلوم؟!

ويبدو أن الجهاز المركزي لم يكتفِ بتجربة الجوازات المزورة، ويبدو وكأنه يبحث عن جوازات أخرى عبر هذا التصريح "من يقومون بتعديل أوضاعهم القانونية واستخراج جوازات سفرهم الأصلية ستكون لهم الأولوية في التوظيف بعد الكويتيين"!

تعليق أعجبني لأحد "البدون": "يا أخي احترم عقولنا تتكلم عن الجيل الثالث والرابع من وين يطلعون لك جوازاتهم الأصلية؟"... ودمتم سالمين.

back to top