تقويم الأسنان (Orthodontics) أحد فروع طب الأسنان ويختص بعلاج وتقويم الأسنان والفكين بهدف تحسين وظائف الفم وتطابق الأسنان وتحسين الابتسامة ومنظر الوجه والفكين.

Ad

يتراوح العمر الأفضل لتركيب أجهزه تقويم الأسنان بين 12 و14 عاماً، ذلك لأن الوجه والفكين يكونان بعد في مرحلة النمو، ما يسهل عملية حركة الأسنان ويؤدي إلى قصر مدة العلاج وتحقيق نتائج جيدة. لكن التقدم في العمر لا يمنع بالضرورة من الخضوع لتقويم الأسنان، بشرط أن تكون الأسنان والأنسجة المحيطة سليمة وخالية من أمراض اللثة والأسنان.

تشير دراسات عدة من بلدان مختلفة إلى أن أعداد مرضى التقويم الراشدين الراغبين في العلاج في تزايد مستمر، ذلك نتيجة مستوجبات الحياة العصرية ومستلزماتها. على سبيل المثال، نشر تقرير في جريدة «نيويورك تايمز» بتاريخ 1 يناير 2012 يبين أن نسبة الراشدين الراغبين في علاج تقويم الأسنان بلغت 22% في سنة 2010 مقارنة بنسبة 17% في سنة 1994.

ثمة حقائق علمية يجب أن يعلمها المريض الراشد قبل البدء بعلاج تقويم  الأسنان. بسبب التقدم في السن تكون حركة الأسنان بطيئة، بالتالي قد تطول فترة العلاج. فضلاً عن أن وجود تركيبات، جسور وغرسات الأسنان في فم المسنين قد يصعب عملية العلاج. كما هي الحال مع أي نوع من أنواع تقويم الأسنان لأي عمر، ثمة أعراض جانبية للعلاج بدرجات متفاوتة تختلف من شخص إلى آخر. من هذه الأعراض، تخلخل الأسنان وتسوسها، التهابات في اللثة وتآكل جذور الأسنان نتيجة حركة الأسنان في عظم الفك واصفرار الأسنان.

أنواع التقويم غير المرئي والتجميلي:

-1 جهاز تقويم الأسنان «الشفاف» مثل السيراميك (Ceramic) أو البلاستيك (Plastic).

هذا النوع من الأجهزة يؤدي وظيفة الجهاز التقليدي (Metal) نفسها، لكن ميزته الرئيسة هي عدم ظهوره بوضوح مثل الأجهزة التقليدية، ويمكن إرفاقه بأسلاك التقويم المعدنية أو الشفافة. من عيوب هذا النوع من التقويم صبغة الجهاز في حال التدخين والشرب المفرط للشاي والقهوة. لكن الأجهزة الحديثة قللت بشكل كبير من هذه المشكلة. كذلك قد تُصاب طبقة مينا الأسنان بالتآكل في بعض الحالات نتيجة احتكاك جهاز التقويم بالأسنان.

-2  تقويم الأسنان الداخلي أو «اللساني» (Lingual Orthodontics).

يُثبت هذا النوع من الإجهزة على جهة الأسنان الداخلية، وهي جهة اللسان (لذا سمي هذا الجهاز بـ{اللساني»)، هكذا يكون الجهاز مخفياً بشكل تام ويؤدي إلى النتيجة الجمالية المثالية. من مميزات الجهاز الأخرى عدم تعرض أسطح الأسنان الأمامية والظاهرة للتسوس وعدم إصابة اللثة بالتهابات. أما عيوب هذا الجهاز فهي احتمال حدوث جروح أو ألم في اللسان وأنسجة الفم، لكن غالبًا ما تحدث هذه الأعراض في بداية العلاج ومع الوقت يتأقلم المريض مع الجهاز ويصبح الوضع طبيعياً.

-3 تقويم الأسنان المخفي (Aligners) أو التقويم من دون أسلاك.

في هذا النوع من التقويم يأخذ الطبيب المعالج طبعة للأسنان (Impression) ويرسلها إلى المختبر. يصنع الفني، وبمساعدة تقنية خاصة، سلسلة من أجهزة التقويم غير المرئية والتي تكون مبرمجة لتحريك الأسنان بشكل تدريجي ومنتظم. من ثم يصف الطبيب طريقة لبس الجهاز والتي غالبًا تكون من  أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للجهاز الواحد، وتستغرق مدة العلاج سنة تقريباً للحالات البسيطة إلى المتوسطة.

في بعض الحالات، يضع الطبيب حشوات صغيرة وغير مرئية (Attachments) على بعض الأسنان ويزيل أجزاء بسيطة من أسنان أخرى للوصول إلى النتيجة المثالية. من المميزات الرئيسة لهذا الجهاز عدم ظهور الجهاز بشكل واضح، قلة الألم بسبب غياب الأسلاك التقويمية وقدرة المريض على إزالة الجهاز لتنظيف الأسنان بشكل جيد وفاعل. أما عيوب هذا الجهاز فتكمن في الاعتماد بشكل كبير على التزام المريض بلبس الأجهزة بشكل منتظم، وعدم الالتزام لا يؤدي إلى النتائج المطلوبة.

في حالات سوء تطابق الأسنان أو تزاحمها الشديد، لا ينصح باستخدام هذا الجهاز ويفضل استخدام الأجهزة الثابتة.

في الختام، لا بد من التوضيح بأنه مع أي نوع من أنواع تقويم الأسنان يجب الالتزام بتنظيف اللثة والأسنان بشكل جيد ويومي مع استخدام أدوات التنظيف الخاصة بالتقويم لتفادي والتقليل من الأعراض الجانبية للعلاج. ويجب الالترام بتعليمات الطبيب المعالج، علمًا بأن مرحلة التثبيت (Retention Phase) بعد الانتهاء من العلاج مهمة جدا لتجنب أو تقليل نسبة اعوجاج الأسنان وعودتها كما كانت قبل العلاج.

* اختصاصي تقويم الأسنان

مركز بنيد القار التخصصي لطب الأسنان، وزارة الصحة، دولة الكويت

saud@kda.org.kw