تسير الوقائع الميدانية في سورية في مسار متناقض مع التردد الدولي حيال دعم الثورة، إذ تمكن "الجيش السوري الحر" أخيراً من تحقيق عدة إنجازات ميدانية شمال وشرق البلاد.

Ad

وأكد نائب رئيس الأركان في "الجيش الحر" العقيد عارف الحمود أمس أن "النظام بدأ يتخلى عن المناطق البعيدة وركّز ثقله في العاصمة"، لافتًا إلى أنها "الخطوة الأولى باتجاه معركة دمشق الكبرى".

وفي تصريحات لوكالة الأناضول التركية، أوضح الحمود أن "الثوار بدأوا يلتمسون الآثار الإيجابية لهذه الخطوة، حيث يتم حصد نتائجها في عدة مناطق، وبالتحديد في دير الزور والميادين وإدلب وحلب".

وتحدث العقيد المنشق عن "إرباك كبير يعيشه النظام مع احتدام معارك دمشق، باعتبار أن للعاصمة أهمية إستراتيجية"، متوقعاً أن "سقوط النظام سيكون هناك".

واستدل على ذلك بأنه "بدلاً من أن يرسل النظام قواته إلى المناطق التي تشهد معارك في الأطراف نراه يغادرها متوجهاً بقواته إلى العاصمة، وقد سحب مؤخراً عدداً كبيراً من العناصر من حمص باتجاه دمشق".

إلى ذلك، أكد مقاتلون معارضون للنظام السوري أن الاستيلاء على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان في شمال غرب سورية هو "مسألة أيام"، وذلك بعد معارك ضارية مرشحة للاستمرار في محيط القاعدة التي تدافع عنها القوات النظامية بشراسة.

في غضون ذلك، شهدت الأحياء الجنوبية من دمشق معارك عنيفة وقصفاً. ووقعت اشتباكات ليل الجمعة - السبت وصباح أمس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين استمرت ساعات عدة في حيي القدم والتضامن ومحيط الحجر الأسود في دمشق تخللها قصف على المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وجاء ذلك في حين تمكّن المقاتلون المعارضون من إسقاط طائرة مقاتلة في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، أفاد المرصد عن "هدوء يسود مدينة رأس العين (الحدودية مع تركيا) في ظل جهود يقوم بها بعض الأطراف للوصول إلى مصالحة" بين المقاتلين الأكراد والمقاتلين المعارضين الذين دخلوا المدينة في التاسع من نوفمبر الجاري بعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الأخيرة.

ووقعت خلال الأيام الماضية معارك بين مقاتلين من "جبهة النصرة" ولواء "غرباء الشام" من جهة، ومقاتلين من "لجان حماية الشعب الكردي" التابعة للهيئة الكردية العليا، التي يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني أبرز مكوناتها، من جهة ثانية.

وكان الأكراد وحّدوا مجالسهم العسكرية أمس الأول تحت اسم "الجيش الكردي الحر"، مشيرين إلى أنهم سينسقون مع "الجيش السوري الحر" ولكنهم سيقاتلون المجموعات الإسلامية المتشددة.

 (دمشق - أ ف ب ، د ب أ، يو بي آي)