أثارت المسودة الأولى للدستور المصري، التي انتهت الجمعية التأسيسية" من صياغتها، ردود فعل رافضة من قبل الجماعات السلفيين، التي أصرت على ضرورة وضع دستور يقوم على تطبيق الشريعة الإسلامية.

Ad

وأكد زعيم جماعة "القطبيين" المتشددة عبدالمجيد الشاذلي لـ"الجريدة"، أن "الدستور بمسودته الأولى، أثبت الانتصار الذي حققته التيارات الليبرالية على الإسلاميين، بفضل تلويحهم الدائم بالانسحاب من الدستور، والضجيج الإعلامي الذي يحترفونه"، مشدداً على رفضه المسودة.

وبينما أكدت الجماعة الإسلامية على لسان المتحدث الرسمي لها عاصم عبدالماجد رفض الجماعة للمسودة، ملوحة بالنزول في تظاهرات تطالب بتطبيق الشريعة، حمّل الداعية السلفي مصطفى العدوي حزب "الحرية والعدالة" مسؤولية ما آلت إليه الأمور في الدستور.

ودعا حزب "التحرير الخلافة الإسلامية"، تحت التأسيس، إلى تنظيم مؤتمر جماهيري، يناقش المسودة، ويقارنها بمشروع للدستور قدمه للجنة المقترحات، ليبين مدى الفرق بينهما.

 وأوضح وكيل مؤسسي الحزب محمد عبدالقوي لـ"الجريدة" أن المؤتمر الذي سيعقد اليوم، سيكشف الفروق الجوهرية بين ما قدمه الحزب من مقترح للدستور وما أقرته "التأسيسية" مؤخراً.

التأسيسية

وبعد ساعات من حسم القضاء الإداري مصير الجمعية التأسيسية لوضع الدستور في الجلسة التي استمرت حتى مساء أمس، يعقد رئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني اليوم، اجتماعاً مع مستشاري هيئة النيابة الإدارية لإعادة مناقشتهم في وضع الهيئة في الدستور، وسط تصاعد المطالبات داخل لجنة نظام الحكم في التأسيسية بمنع الغرياني من التدخل في نصوص المواد الخاصة بأعضاء الهيئات القضائية.

وقال عضو لجنة نظام الحكم بـ"التأسيسية" صلاح عبدالمعبود لـ"الجريدة" إن اجتماع اليوم ليس ملزماً للجنة نظام الحكم، وهدفه رأب الصدع بين الغرياني وهيئة قضايا الدولة والوصول لصيغة توافقية.

وشهدت الجمعية التأسيسية أمس، حالة من الجدل بعدما قال عضو الجمعية جابر جاد نصار إن ما طرح تحت مسمى مسودة أولى للدستور تضم مواد لم يتم الانتهاء منها، وفصولا غير مكتملة، مطالبا بسحب النسخة المطروحة لحين انتهائها فعلياً، وهو ما رفضه محمد البلتاجي.

وانتقد عضو الجمعية أيمن نور توقيت إصدارها "لأن هناك بعض المواد لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن بين القوى السياسية". كما تسبب اتهام النائب العام عبدالمجيد محمود لرئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني بتهديده إذا لم يخضع لقرار إقالته (قبل التراجع عنه) في أزمة أخرى بالجمعية بسبب انتقاد عمرو موسى لما فعله الغرياني الذي أنكر صحة اتهام محمود له مقترحا تشكيل لجنة لبحث صحة الواقعة.

«الإخوان» تلم الشمل

أقرّ القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" محمد البلتاجي أمس، بأن "أحداث يوم الجمعة الماضي كانت مؤلمة، والمشهد لا يُسعد إلا خصوم الوطن والثورة"، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "ما حدث خطيئة وطنية للجميع والإخوان أخطأوا في تقدير الموقف".

ورحبت قيادات شابة بحزب "الحرية والعدالة" التابع للجماعة - فضلت عدم ذكر اسمها - بأي نوايا للتصالح ولم الشمل مؤكدين لـ"الجريدة" أن التوجهات داخل أروقة الجماعة وحزبها تميل إلى المصالحة والاستقواء بالشعب والقوى السياسية مجدداً.

في غضون ذلك، أعلن التيار الشعبي وقوى سياسية عدة أبرزها أحزاب الدستور والتحالف الشعبي والمصريين الأحرار فاعليات مليونية الجمعة المقبلة "مصر مش عزبة" والتي تشمل عدة مسيرات تنتهي في ميدان التحرير، وقال النائب السابق مصطفى الجندي في مؤتمر صحافي عقده التيار الشعبي أمس: "نسعى الى إقامة توافق وطني لرفض مخطط الإخوان بوضع الناس في صدام مع الثوريين كما نحمِّل الإخوان الدماء التي سالت بميدان التحرير".

وبينما يسعى الإخوان لاحتواء أزمة جمعة "كشف الحساب"، قرر حزب "6 أبريل"، تحت التأسيس، "عزل" الإخوان شعبياً وبدأ التجهيز لحملات ميدانية ضد "الجماعة" تحت عنوان "العزل الشعبي للإخوان"، مشيراً في بيان أمس، إلى أن تلك الحملات ستدور حول تعريف الشارع بالأهداف الحقيقية لـ"الإخوان" وما يتطلعون إليه من أحلام تصطدم بمصلحة الوطن.