مصر: «التحرير» يشتعل ودعوات إلى مليونية «عيون الحرية»
«الإخوان» يصفون المشهد بـ «الفوضى المخططة»... والصحافيون ينسحبون من «التأسيسية»
"الشعب يريد إسقاط النظام"... بهذا الشعار استعادت مصر أمس أجواء ثورة يناير، مع اشتعال الأحداث ميدانياً، على خلفية اشتباكات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين، أوقعت عشرات المصابين على الجانبين، في الذكرى الأولى لموقعة محمد محمود، قرب ميدان التحرير، في حين أعلنت قوى ثورية الخروج في مليونية (الجمعة) المقبلة تحت عنوان "عيون الحرية".وعادت إلى ميدان التحرير مجدداً أمس، مشاهد الكر والفر ورائحة دخان قنابل الغاز المسيل للدموع وهتافات المتظاهرين "الشعب يريد إسقاط النظام"، بعد قليل من بدء الاحتفال بالذكرى الأولى لأحداث شارع محمد محمود، للمطالبة بمحاكمة المتسببين في الحادث، الذي راح ضحيته، العام الماضي، ما يزيد على خمسين شهيداً، وفقد فيه نشطاء أعينهم، إثر إصابتهم بطلقات خرطوش، عقب محاولة قوات الشرطة فض اعتصام في ميدان التحرير بالقوة.
وبينما قالت مصادر من وزارة الصحة إن 44 مصاباً سقطوا من جراء الاشتباكات في صفوف المتظاهرين، قال مصدر مسؤول بالمركز الإعلامي بوزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية ضبطت 19 من مثيري الشغب والمحرضين على أعمال الاعتداءات في أحداث محمد محمود، أمس، لافتاً إلى أن الاعتداءات أسفرت عن إصابة 29 من رجال الشرطة (9 ضباط و20 مجنداً) بحروق وكدمات، بينهم 5 مجندين و4 ضباط مصابين بطلقات خرطوش. سياسياً، اعتبر المتحدث الرسمي لحزب "التجمع" نبيل زكي أن "اشتباكات محمد محمود كانت متوقعة، لأنها جرت في وقت تشهد فيه الحياة السياسية احتقاناً، بسبب أزمات الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، وحادث قطار أسيوط، والوضع الأمني في سيناء".في المقابل، استنكرت قيادات إخوانية ما وصفته بالخروج عن الآداب العامة التي يجب أن تحكم التظاهر، ووصفت الجماعة التظاهرات بأنها "جزء من موجة فوضى مخططة".في غضون ذلك، استمرت أزمة الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور مع إعلان نقابة الصحافيين أمس انسحاب الأعضاء الممثلين لها في الجمعية، بعد أيام قليلة من انسحاب القوى المدنية والكنيسة والهيئة الاستشارية للجمعية.وتصاعدت حدة المناوشات في "التأسيسية" التي شهدت تراشقاً لفظياً بين عدد من أعضائها السلفيين والأعضاء الممثلين للقوى المدنية المنسحبين، حيث قال الشيخ وجدي غنيم: "سررت بأن ربنا طهّر اللجنة من هؤلاء الأنجاس من الصليبيين والعلمانيين"، ما دفع د. وحيد عبدالمجيد أحد المنسحبين إلى الرد بأن "كل إناء ينضح بما فيه".